الجزائر ومتلازمة الكرسي الفارغ..دبلوماسية المغرب تحاصر عسكر المرادية وتمنع ممثليه من المحافل الدولية

دخلت الدبلوماسية الجزائرية خلال الفترة الأخيرة في مرحلة من الجمود المثير، بعد ان بات تغيب اسم الجزائر عن المناسبات والمحافل الدولية أمرا جد عاد لدرجة انه لم يعد من الملفت للانتباه أن لا تجد وزير خارجيتها رمطان لعمامرة في الصور التذكارية الجماعية للمناظرات والمؤتمرات الدولية حتى تلك التي القارية أو الاقليمية التي من المفروض أن تكون الجزائر بحكم انتمائها الجغرافي من طلائع الدول المشاركة بها.

غياب واضح عن المواعيد الدولية الكبرى وتخلف صريح عن المناسبات المختلفة بصمت عنه الجزائر، بعد نشر صورة جماعية للمشاركين في أشغال المنتدى الإقليمي السابع لوزراء خارجية دول الاتحاد من أجل المتوسط، المنعقد اليوم ببرشلونة حيث حضر جميع وزراء خارجية الدول المنتمية للمتوسط إلا رمطان لعمامرة وزير خارجية الجزائر هو فقط من تغيب عن الصورة والمشاركة بشكل عام.

وقبيل دلك بيوم واحد تخلفت الجزائر عن المشاركة بأشغال المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي احتضنه مدينة فاس يومي 22 و23 نونبر الجاري بالرغم من أهميته القصوى على صعيد السلم والأمن الدوليين.

المناظرة الإفريقية الأولى للحد من المخاطر الصحية التي انعقدت بمراكش من 16 إلى 18 نونبر الجاري، عرفت هي الأخرى غياب الجزائر بل حتى المؤتمر العالمي لمكافحة داعش الذي حضرته كبريات الشخصيات والهيآت العالمية الفاعلة في مكافحة الإرهاب غابت عنه الجزائر أيضا، هذه الأخيرة التي حاولت جاهدة الركوب على رئاستها للجامعة العربية لتغطي على سباتها الدبلوماسي العميق إلا أن مدة الرئاسة التي لم تمتد سوى أربعة أشهر فقط لتتولى المملكة العربية السعودية تنظيم القمة في مارس المقبل وهي أول حالة في تاريخ القمم العربية أن لا تكمل الدولة المنظمة سنة كاملة في منصب الرئاسة، ليتضح أن تنظيم الجزائر للقمة العربية كان فقط بمثابة مسكن مؤقت لألم الغياب المستمر الذي رافق الجزائر في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ عودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الإفريقي.

وتبقى الحقيقة التي لم يعد باستطاعة الطغمة العسكرية الحاكمة في الجزائر نكرانها، هي أن الآلة الدبلوماسية للمملكة المغربية تمكنت من حشر الجزائر في زاوية مغلقة بل وفرض حصار شامل على تحركاتها وأنشطتها الدولية ودفعها إلى انتهاج سياسة الكرسي الفارغ التي لطالما حاولت دفع المغرب إليها، إلا أن السحر انقلب على الساحر وبات كهنة معبد العسكر الجزائري هم أنفسهم من يمنعون دبلوماسيتهم من المشاركة بأي مناسبة دولية مهما بلغت درجة أهميتها في حال وجود المغرب.

وبما ان دبلوماسية المملكة المغربية معروفة بنشاطها الكبير وعملها الدولي الحثيث وذلك لكون المغرب بلد منفتح ومتصالح مع نفسه قبل كل شيء، فقد دخلت الدبلوماسية الجزائرية بالمقابل في سبات عميق وجمود غير مسبوق يشبه إلى حد كبير حال الانغلاق الدبلوماسي الذي تعيشه كوريا الشمالية وايران و باقي الأنظمة الشمولية المستبدة ، وهو ما لا يمكن إغفاله في ظل غياب اسم الجزائر عن مختلف المحافل الدولية.

المغرب بسياسته المعتدلة ومواقفه الرصينة وبانفتاحه الثقافي والحضاري وبعلاقاته الدولية الناجحة والقوية تفوق في فرض حصار مطبق على الجزائر، بل وفرض وجهة نظره والدفاع عن سيادته ومصالحه أينما حل او ارتحل، وتمكنت المملكة المغربية من جعل الدبلوماسية الجزائرية تتقوقع وتنكفئ على نفسها ليتحول البلد الى مساحة جغرافية لا تصلح لأن تكون سوى سجن مغلق.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar