فرنسا تستقبل رئيس الجزائر الفعلي المتورط في اقتراف جرائم ضد الإنسانية

فرنسا استقبلت شنقريحة، جزار من جزاري العشرية السوداء في الجزائر حسب شهادات كثيرة موثقة والمسؤول الأول عن تحول الجزائر إلى سجن كبير منذ أن استولى على الحكم. استقبل رسميا بفرنسا، أمس الثلاثاء، دون ان تثير الدولة الفرنسية، التي تعرف مخابراتها الكثير عنه من دون شك، مسؤولياته في القتل واختطاف واعتقال مناضلين ونشطاء معارضين لنظام الجنرالات بالجزائر، بمن فيهم من تم استهدافهم فوق الأراضي الفرنسية بأمر منه، ودون ان تحرك آلتها الدعائية او تستخدم أساليبها المعروفة.

ومن المؤكد ان شنقريحة لن يُفلت الفرصة المتاحة له لكي يعود للمطالبة بتسليمه مناضلين ونشطاء وإعلاميين يقلقون راحته انطلاقا من بلد الثورة الديمقراطية وبلد “روني كسان”، محرر ديباجة الإعلان الكوني لحقوق الإنسان الذي تم تقديمه وتبنيه في باريس ليلتحق بالوثائق المرجعية للأمم المتحدة ويدخل في إطار ما يعرف بالقانون الدولي العرفي.

الرئيس ماكرون، الذي أبان عن هوى جزائري يخفي ما يخفيه، هو الذي أوعز لقيادة الجيش الفرنسي باستقدام واستقبال شنقريحة، رغم معرفته ومعرفة مخابرات وجيش فرنسا بالسجل الأسود للجنرال، لان ماكرون وغيره يعرفون جيدا انه الحاكم الفعلي للجزائر وان تبون، كما أشار إلى ذلك ماكرون نفسه في وقت سابق بطريقته، ليس إلا صورة معلقة على الجدران وآلة لطحن الكلام وترديد ما يرضي الجنرال ويخفف من مرضه النفسي العضال، لذلك يسعون إلى كسب ود الرئيس الحقيقي بعدما كان ماكرون قد قبل الرئيس الصوري القبلة الشهيرة الدالة على العشق والهيام.

 والرئيس الفعلي كما يعرف ذلك ماكرون له ارتباط قوي بروسيا، وان كانت ذريته تقيم في فرنسا وأوروبا الغربية، ويدفعه ارتباطه ذاك إلى مساندة الاختراق الروسي المتزايد للمجال الحيوي لفرنسا في إفريقيا والمساعدة عليه، لأن له مصلحة شخصية في ذلك، ولأن رأس شنقريحة وقلبه مسكونان بالعداء للمغرب الذي يتجه نحو ترسيخ وضعه كشريك للتنمية والتبادل المتكافئ في عدد كبير من البلدان الإفريقية التي مالت دولها إلى دعم وحدته الترابية.

ماكرون، ومعه فيما يبدو من يشجعونه على رهانه، يعتقد انه قادر على تحويل اتجاه نظام شنقريحة وإعادة ربط الجزائر بـ”ماما فرنسا”، والبين أن الرجل برهانه هذا يبدو فاقدا لتلك المعرفة الانتربولوجية التي كانت للرؤساء الفرنسيين السابقين، ويبدو كذلك أن من يشتغلون معه يفتقرون إلى تلك المعرفة، لأنها لو توفرت لديه لما استمر في مراكمة الأخطاء السياسية التي تترتب عنها الخسارة تلو الأخرى في إفريقيا، بل وحتى خارجها.

من المثير للاستغراب فعلا أن تصل فرنسا إلى درجة غير مسبوقة من التشويش الاستراتيجي وان تتصرف بالطريقة التي تتصرف بها، إذ كيفما كان الحال ما تزال قوة عظمى وان بحجم اقل من الماضي، ولها القدرات التي تجعلها لا تسقط في الهواية لدى إجراء الحسابات الجيوسياسية والسياسية والدبلوماسية.

من المصادفات، إن كان الأمر مصادفة فعلا، أن الانقلابين في بوركينا فاسو قد وجهوا دعوة لفرنسا لسحب جنودها من بلدهم مكررين ما فعله انقلابيو مالي الذين يعتمدون على مرتزقة فاغنر المستقدمين  من روسيا عبر الجزائر..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar