أستاذ علم الاجتماع علي شعباني: الهاتف “آفة” المجتمع العصري يتجه لخلق واقع جديد

قال علي شعباني أستاذ علم الاجتماع، إن استعمال الهاتف النقال من طرف الأسر المغربية يتجه إلى خلق مجتمع جديد يمتاز ب”الفردانية ” والانعزال عن المحيط الأسري وعن الواقع والارتماء في العالم الافتراضي.

وأوضح الأستاذ في علم الاجتماع، علي شعباني في تصريح ل”تليكسبريس”، أن الهواتف النقالة أصبحت من أفات العصر الحالي، خاصة فيما يتعلق بالعاقات الاجتماعية، إذ خلق شرخا بين الإنسان وواقعه الاجتماعي، ويتجه نحو تخريب العلاقات البشرية وبعث مجتمعات جديدة ميزتها “الفردانية” و”العزلة”.

وأكد علي شعابي، أن الهاتف النقال رغم مزاياه الكثيرة، حيث ساهم في تقريب المعلومة إلى الإنسان، إلا أن سلبياته اكثر، سيساهم في خلق مجتمعات بأفكار أخرى وتطلعات مختلفة وهنا تظهر خطورته. مضيفا أن الهاتف المحمول بات يحكم قبضته على حياة ويوميات وتحركات الإنسان، وأصبح بمثابة “وحش” او “ديكتاتور” مسلط على الإنسان لا يستطيع أن يفلت من قبضته خلال اليوم، ولم يعد بالإمكان الانفكاك عنه أو الاستغناء عنه، لذلك فقد سلب العلاقات الإنسانية رونقها وأصبح يهدد وجودها، أينما يوجد الشخص يتربص به الهاتف النقال، لا يستطيع الانسلاخ عنه.

ولأن سلبيات الهواتف النقالة كثيرة ومتعددة كايجابياته، فإن أستاذ علم الاجتماع علي شعابي، أكد في التصريح نفسه، أن الهاتف النقال يلعب دورا أيضا في تفكك الأسر، إذ العديد من التصدعات داخل الأسر المغربية سببها الهاتف المحمول، إذ تسبب هذا الجهاز في كشف العديد من الأسرار وتشتيت أسر وتفريق أزواج بسبب الرسائل الصوتية او الصور او المكالمات الهاتفية التي يتبادلها الأشخاص فيما بينهم والتي قد تمس مشاعر أو تكشف خيانة أحد الأطراف.

كما يساهم الجهاز “الوحش” حسب أستاذ علم الاجتماع، في تعكير صفوة العلاقات بين الآباء والأبناء من جهة، وبين أفراد الأسرة الواحدة، والأكيد انه تسبب في خلق العديد من سوء الفهم والصراعات التي تؤدي إلى احتدام الخلاف وبالتالي الطلاق والانفصال وتفكيك الأسر التي كانت إلى عهد قريب مرتبطة ومتماسكة ومجتمعة على طاولة المائدة.

وأصبح الهاتف النقال منذ اختراع هذا الجهاز، المتحكم الرئيسي في يوميات الإنسان المغربي او غيره، لدرجة أن لا أحدا يستطيع الاستغناء عنه ليوم واحد، حتى بات ينعت ب”الوحش” المتسلط على الرقاب وكاشف الأسرار.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar