المغرب.. أعنف الزلازل المدمرة عبر التاريخ

يُعد الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، وأسفر عن سقوط 2497 قتيلاً، و2476 مصاباً، الحلقة الأخيرة في قصة المغرب مع الزلازل والتي بدأت منذ زمن بعيد نظرا لوقوع البلاد في منطقة عدم استقرار زلزالي.

عرف المغرب زلازل كثيرة على مدار تاريخه -القديم والحديث- وبعضها خلّف أضراراً أكبر بكثير من زلزال 2023.

علمياً، تقع المملكة المغربية في منطقة توافق التقاء الصفيحة التكتونية الأورو آسيوية والصفيحة التكتونية الأفريقية؛ ما يجعلها من أكثر البلدان المغاربية تعرضاً للزلازل.

وفي ما يلي اقوي الزلازل في تاريخ المغرب:

زلزال أكادير (1960)

هو أكثر زلازل المغرب تدميراً في التاريخ الحديث، فقد دمّر مدينة أكادير بالكامل وحوّلها إلى ركام، وبسببه أصبح 35 ألف شخص بلا مأوى.

زلزال أكادير ضرب البلاد في 29 1960؛ ورغم أن قوته بلغت 5.8 درجات على مقياس ريختر واستمرّ 15 ثانية فقط، إلا أنه أسفر عن مقتل 15 ألف شخص، أي أكثر من ثلث سكان المدينة المغربية، وأصاب 25 ألفاً آخرين.

وقع زلزال أكادير في الليلة الثالثة من شهر رمضان المبارك، حين كان العديد من سكان المدينة مجتمعين معاً لتناول الطعام والصلاة، ما زاد من عدد الوفيات. وبسببه تعرّضت “قصبة أكادير” التاريخية، التي يعود تاريخها إلى القرن 16، للتدمير.

نفذت السلطات المغربية عملية إنقاذ ضخمة، تضمنت مساعدة من عسكريين فرنسيين وأمريكيين وهولنديين. وقد أُعيد بناء مدينة أكادير بالكامل، بأمرٍ من الملك الراحل محمد الخامس بن يوسف.

لكن ذلك لا يُلغي أن زلزال أكادير هو أحد أكبر زلازل المغرب، وأكثرها تدميراً، عبر تاريخ البلاد الحديث.

زلزال لشبونة العظيم (1755)

أحد أكثر زلازل المغرب تدميراً في التاريخ الأوروبي كله، وقد وصلت تداعياته إلى شمال أفريقيا ومنطقة الكاريبي أيضاً.

بلغت قوة زلزال لشبونة 8.5 درجة على مقياس ريختر، وقد ضرب البلاد في الأول من نوفمبر. أما مركزه، فكان في المحيط الأطلسي، بالقرب من رأس الغارف في منطقة “كيب سانت فنسنت”.

لم يدمّر زلزال لشبونة المدينة البرتغالية وحسب، بل وصلت قوته إلى السواحل المغربية التي تأثرت كثيراً بحجم هذه الكارثة، خصوصاً مدينة طنجة، إلى جانب المدن الساحلية وأبرزها: الرباط، والعرائش، وأكادير، وتضررت مبانٍ في فاس ومكناس ومراكش أيضاً.

لم يتوقف حجم الزلزال عند هذا الحدّ، بل أتى بعده زلزالٌ آخر وحرائق وتسونامي لاحقة، أدّت جميعها إلى تدمير مدينة لشبونة والمناطق المحيطة بها.

تُقدّر حصيلة ضحايا زلزال لشبونة العظيم بما يتراوح بين 40 إلى 50 شخصاً، ويُعتقد أن نحو 10 آلاف منهم هم في المغرب فقط. لذلك يُعتبر أحد أكبر زلازل المغرب، وحدثاً بارزاً في التاريخ الأوروبي.

نوقش زلزال لشبونة على نطاقٍ واسع من جانب مفكري عصر التنوير، من ضمنهم: جان جاك روسو، وإيمانويل كانط، وفولتير. وقد خضعت آثاره للدراسة الدقيقة في بعض المناطق المتضررة، وهو ما مهّد فيما بعد لظهور علم دراسة الزلازل.

زلزال مكناس (1755)

هو أحد مخلفات زلزال لشبونة العظيم، وقد ضرب المغرب بعد أسابيع قليلة، في 27 نوفمبر 1755. بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر، وكانت مدينة مكناس مركزه الأساسي.

في البداية، صُنّف زلزال مكناس باعتباره هزة ارتدادية لزلزال لشبونة العظيم، لكن الدراسات الحديثة صارت تعتبره حدثاً منفصلاً وقائماً بحدّ ذاته. فقد أحدث دماراً هائلاً في المدينتين المغربيتين، مكناس وفاس، وأودى بحياة ما لا يقلّ عن 15 ألف شخص.

بحسب دراسة فرنسية، نُشرت عام 2009، مات نصف السكان اليهود (تلبالغ عددهم 16 ألفاً في مكناس)، بالإضافة إلى مقتل 4 آلاف مسلم من سكان المدينة، و3 آلاف حالة وفاة إضافية في مدينة فاس؛ ما مجموعه 15 ألفاً.

ألحق الزلزال أضراراً جسيمة بالموقع الأثري الروماني “وليلي”، المُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ العام 1997. وهو من دون شك أحد أكبر زلازل المغرب عبر التاريخ.

زلزال الحسيمة (2004)

ضرب زلزال الحسيمة الساحل الشمالي للمغرب في 24 فبراير 2004، وأسفر عن مقتل ما يزيد على 600 شخص، ويُعتبر من أعنف زلازل المغرب التي ضربت إقليم الحسيمة.

وقع هذا الزلزال في الساعات الأولى من الفجر، وبلغت قوته 6.5 درجات على مقياس ريختر، نتيجة النشاط الزلزالي على طول المنطقة الحدودية بين الصفيحة التكتونية الأفريقية والصفيحة التكتونية الأوراسية، في المنطقة الأكثر نشاطاً زلزالياً في البلاد.

وإلى جانب الـ630 ضحية التي أودى زلزال الحسيمة بحياتها، فقد أصاب أكثر من 900 آخرين، ونزوح نحو 15  ألفاً من منازلهم. وعلى غرار زلزال المغرب الذي ضرب البلاد نهاية الأسبوع الماضي، كانت المناطق المتضررة جبلية، يَصعُب على فرق الإنقاذ الوصول إليها.

وفي ما يلي أبرز الزلازل التي شهدها المغرب عبر تاريخه:

– عام 818 ضرب زلزال عنيف المنطقة المحيطة بجبل طارق.

– في عام 1079، ضرب زلزالان عنيفان المغرب في ديسمبر ما أدى إلى مصرع المئات تحت الأنقاض، وحدوث دمار كبير في المنطقة.

– عام 1276 ضرب وزلزال كبير مدينة العرائش، وتسبب في دمار كبير بالمدينة.

– في عام 1522، ضرب زلزال كبير مدينة فاس، ثم شهدت نفس المدينة عدة زلازل بعد ذلك في أعوام 1624 و1755 و1773.

– عام 1624 دمر زلزال قوي مناطق واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس شمال البلاد.

– عام 1660 ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

– عام 1731، شهدت منطقة أكادير هزات أرضية عنيفة، أدّت إلى تدمير أحياء عديدة فيه، وفي نوفمبر من نفس العالم، تعرضت معظم المدن الساحلية المغربية لدمار كبير جراء زلزالان كبيران ضربا مدينة لشبونة بالبرتغال.

– عام 1773، دمر زلزال مدينة طنجة بشكل كبير، كما انهارت منازل في مدينة فاس، وشعر سكان مدينة سلا بارتداد لهذه الهزة.

– في غشت 1792، ضرب زلزال عنيف مدينة مليلية، ودمر عددا من أحيائها.

– في فبراير 1848، ضربت هزات أرضية عنيفة مدينة مليلية أيضا تسببت في دمار واسع وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا.

– في يناير عام 1909، شهدت مدينة تطوان عدة هزات أرضية تسببت في سقوط عشرات الضحايا.

– أعوام 1910 و1927و1994و2004 ضربت خلالها عدة زلازل منطقة الحسيمة، شمال شرقي المغرب، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وكان أقوى هذه الزلازل في 24 فبراير 2004، وبلغت قوته 5.2 درجة على مقياس ريختر، وخلف أكثر من 862 وفاة، و629 جريحا، إضافة إلى تشريد 51 ألف شخص، وكان أكثر الزلازل تدميرا في تاريخ المغرب حتى ذلك الوقت.

– عام 1960 ضرب زلزال مدينة أكادير، ويُعد الأعنف في تاريخ البلاد وأحد أعنف 100 زلزال في تاريخ البشرية، مما أسفر عن سقوط نحو ثلث سكان المدينة ضحايا، بينهم 15 ألف قتيل و25 ألف جريح، فضلا عن تشريد عشرات الآلاف ووقوع خسائر مادية جسيمة بلغت حوالي 290 مليون دولار.

– عام 1969 تأثر المغرب بزلزال قوي ضرب لشبونة في البرتغال، وأدى لدمار ومقتل 10 أشخاص وإصابة 200 آخرين.

– ثم جاء الزلزال الأخير 8 سبتمبر 2023، بقوة 7 درجات على مقياس ريختر وضرب أقاليم ومناطق الحوز ومراكش وورزازات وأزيلال وشيشاوة وتارودان، وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى وتدمير عشرات القرى والمدن وتشريد آلاف السكان.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar