تسليط الضوء على جهود المغرب في التعاطي السريع والفعال مع زلزال الحوز

استعرضت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، أمس الأربعاء بالدار البيضاء، الجهود التي بذلتها وتبذلها المملكة بمختلف مكوناتها في التعاطي مع تداعيات الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز في شتنبر الماضي.

وأضافت الوزيرة في كلمة تليت بالنيابة عنها خلال افتتاح أشغال النسخة الخامسة للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية المنظم إلى غاية 10 ماي الجاري تحت شعار “دور الدبلوماسية التضامنية في تخفيف أضرار الكوارث الطبيعية”، أن هذه الجهود تمثلت أساسا في التعبئة الشاملة لكافة مكونات المغاربة لمواجهة تداعيات هذا الزلزال بطريقة تضامنية واستثنائية.

وأوضحت أنه بفضل التوجيهات الرشيدة والاستباقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، شهدت المملكة تعبئة وطنية شاملة واستثنائية، مبرزة أن هذه الفاجعة أظهرت مدى قدرة المغرب على التفاعل والاستجابة السريعة في مواجهة التحديات. من جهة أخرى، اعتبرت السيدة حيار أن هذا المنتدى يشكل فرصة لفتح حوار عربي ودولي حول كل المقاربات والأبعاد الإنسانية للدبلوماسية التضامنية ومناسبة لتبادل التجارب والخبرات بين البلدان والمنظمات الدولية المشاركة والمؤسسات ذات الصلة بتدبير الكوارث الطبيعية وكذا المساهمة في تعزيز الوعي العربي والعالمي بأهمية الدبلوماسية التضامنية في مواجهة مخاطر وتداعيات الكوارث والآفات الطبيعية التي يعرفها العالم.

من جهته، أشاد ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وليد جوده بجهود المغرب في بلورة برامج من شأنها المساهمة الفاعلة في رفع الوعي على المستوى العربي ونشر ثقافة التطوع وقيم المواطنة والتسامح والمبادرة المجتمعية في تطوير التنمية.

وأضاف أن التنمية المجتمعية تلعب دورا هاما ومحوري للنهوض بالمجتمعات وذلك من خلال سلسلة من العمليات الرامية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تقود الطاقات والإمكانيات إلى التفاعل وتحفيز جهود الدولة والقطاعات العامة التابعة لها عن طريق إيجاد روابط اجتماعية بينها وبين القطاع الخاص والمواطنين.

من جانبه، قال محمد العصفور رئيس المركز المغربي للتطوع والمواطنة، إن المنتدى في دورته الخامسة يهدف إلى استكشاف دور الدبلوماسية التضامنية في التعامل مع الكوارث والأزمات، ليكون بمثابة فرصة لفتح حوار عربي ودولي لتسليط الضوء على الأبعاد الإنسانية لهذه الدبلوماسية التضامنية في تحقيق الكرامة الإنسانية، وتبادل المعرفة والخبرات بين الدول والمنظمات الدولية والمؤسسات ذات الصلة.

وأضاف أن المنتدى يشكل فرصة للمشاركين لتبادل الأفكار والتجارب الناجحة، وتوسيع شبكات التعاون والتواصل بين الدول والمنظمات المعنية، إلى جانب المساهمة في تعزيز الوعي العربي والعالمي بأهمية الدبلوماسية التضامنية في التصدي للكوارث، كما سيتيح المنتدى بحث سبل تطوير مختلف الآليات التي ستمكن من الرقي بالعمل الدبلوماسي التضامني وخاصة التطوعي كعمل نبيل.

ومن جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي يوسف علي الكاظم إن الدورة الخامسة للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية، تعد مناسبة لتسليط الضوء بشكل أكبر على هذه الكوارث الطبيعية، من خلال تجارب الدول العربية، التي أصبحت تتوفر على تجارب ميدانية في هذا المجال.

وتابع أن هذا المنتدى سيتوج بتوصيات من شأنها خدمة المجتمعات العربية وفي نفس الوقت بلورة حلول إيجابية تساهم في التعاطي مع الكوارث الطبيعية، مبرزا أهمية إحداث مركز إنذار للتعامل مع هذه الكوارث والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة (الذكاء الاصطناعي).

وقال رئيس مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، عبد اللطيف معزوز إن زلزال الحوز سطر ملحمة تضامنية تاريخية جسد من خلالها الشعب المغربي تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قمة التلاحم والتآزر، حيث أعطى جلالته أوامره السامية لتعبئة شاملة استثنائية، وإجراء تقييم دقيق وشامل للاحتياجات المطلوبة في الميدان، ووضع إستراتيجية محكمة لتجاوز آثار هذه الكارثة الطبيعية.

وأضاف أن هذه الملحمة جسدت روح التعبئة الوطنية وعمق أواصر التضامن اللامشروط ، وأسمى قيم التعاون والتضحية المادية والمعنوية التي عبر عنها جميع المغاربة داخل وخارج الوطن من مختلف الشرائح والأطياف، مما يعكس مدى تماسك المجتمع المغربي، وقدرته على تجاوز الأزمات، والحفاظ على وحدة الصف.

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الخامسة للمنتدى العربي للتنمية المجتمعية تنظم من طرف المركز المغربي للتطوع والمواطنة ومؤسسة هانس زايدل تحت إشراف جامعة الدول العربية، وبالتنظيم المشترك مع إدارة منظمات المجتمع المدني بقطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وبشراكة مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وبدعم من جهة الدار البيضاء – سطات، ومجلسي المدينة (الدار البيضاء)، والعمالة، وشركة كوبليت.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar