رئاسيات موريتانيا.. وسائل التواصل الاجتماعي تجذب المرشحين لكسب الناخبين الشباب

تميز الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي بموريتانيا الذي سيجرى يوم 29 يونيو المقبل، بتنافس المرشحين السبعة لمنصب رئيس البلاد في استعراض برامجهم الانتخابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي سخروها للتواصل مع أكبر عدد من الناخبين.

ووفق المراقبين فإن الأسبوع الأول من هذه الحملة، التي انطلقت يوم 14 يونيو الماضي، عرف لجوء المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى هذه الوسائل، بشكل ملحوظ، وهو ما فسروه بأنه إدراك من المرشحين لأهميتها في الوصول إلى فئة الشباب التي تستعمل هذه الوسائل بشكل كبير، وبالتالي توسيع القاعدة التي تصلها برامج المرشحين.

وتميزت الفترة المنقضية من الحملة الانتخابية ، كذلك، بالجولات المكوكية للمرشحين بولايات الداخل، حيث لم تمنعهم الأمطار الخريفية المبكرة التي تساقطت على عدد منها، من التنافس في الوسائل التي يتم بها بسط برامجهم أمام الناخبين داخل البلاد، عكس العاصمة نواكشوط التي يسهل فيها، نوعا ما، الوصول إلى أكبر عدد من الناخبين عبر عدة وسائل، منها الخيام والمنصات التي نصبت لهذا الغرض والتي تفنن كل مرشح ، عبرها، في كيفية جذب انتباه الناخبين.

كما خصصت وسائل الإعلام الرسمية، ووفق شروط صارمة للسلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية (الهابا)، حصصا للمرشحين لشرح برامجهم الانتخابية.

وسبق لرئيس (الهابا)، الحسين ولد مدو، أن أبرز خلال أحد اللقاءات مع الفاعلين الإعلاميين المحليين الإجراءات التي اتخذتها السلطة “لرصد وتكريس التعددية وتأمين الولوج العادل في مختلف الفترات، سواء كانت خارج السياق الانتخابي أو خلال السياق بمؤسسات الإعلام العمومية والخاصة، وكذا بنود قرار السلطة بتغطية الحملة الانتخابية”.

وفي السياق ذاته، وفي إطار مواكبتها لكل ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية عقدت (الهابا) اجتماعا يوم 14 يونيو الماضي مع مراسلي الصحافة الدولية المعتمدين بموريتانيا، تم فيه التطرق لأهمية تنسيق الجهود معهم بهدف تأمين مواكبة الاستحقاقات الرئاسية وتيسير أداء عملهم وانفتاح مصادر الأخبار عليهم.

وجدد المسؤول الموريتاني حرص السلطة العليا “على تيسير عمل الصحافة الدولية وتحقيق انسيابية المعلومة “.

وركزت الحملة الانتخابية على مواضيع تتراوح بين القضايا الاقتصادية وجلب الاستثمارات والبنيات التحتية ومحاربة البطالة والتشغيل والتنمية بكل أبعادها، والتي قاربها كل مرشح حسب رؤيته.

ولم تغب المسائل الاجتماعية عن الحملة، من قضايا المرأة والشباب والتعليم، لاسيما العمومي منه، وكذا قضايا تتعلق بالعدالة وإصلاح الإدارة وغيرها من القضايا التي سيكون الحسم فيها للناخبين يوم 29 يونيو المقبل.

وبتزامنها مع فترة الحملة الانتخابية، كانت عطلة عيد الأضحى المبارك فرصة مواتية استغلها المرشحون في استعراض قدراتهم التواصلية في استقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين وإقناعهم ببرامجهم.

وإلى جانب الانشغال بالحملة الانتخابية وهمومها وقضاياها، سجل المراقبون أيضا الجهود الحثيثة التي تبدل من أجل أن تمر عملية الانتخابية في أحسن الظروف ، ونزاهة وشفافية.

وفي هذا السياق، أعلنت اللجنة الوطنية الموريتانية المستقلة للانتخابات، عن ارتياحها لأداء المرشحين، والأجواء الهادئة للحملة الانتخابية، بعد انقضاء نحو أسبوع عن انطلاقها.

وأكد الناطق باسم اللجنة، محمد تقي الله الأدهم، الأربعاء الماضي خلال ندوة صحفية، أن اللجنة “راضية على قدرة المتنافسين في الاستحقاقات الرئاسية على إدارة اللعبة الانتخابية بمسئولية واقتدار”.

كما أكد استعداد اللجنة وجاهزيتها ليوم الاقتراع، معلنا في هذا الإطار عن “وصول الوسائل اللوجستية والمعدات الانتخابية إلى أماكنها في الولايات الداخلية” للبلاد، وكذا إلى الدول الثمانية المحدد التصويت فيها بالنسبة للجاليات الموريتانية في الخارج.

ويخوض هذه الحملة سبعة مرشحين وهم على التوالي (حسب ترتيب المجلس الدستوري)، بالإضافة الى الرئيس المنتهية ولايته، محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي ترشح لولاية ثانية، كل من المرشح المستقل، محمد الأمين المرتجى الوافي، ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، حمادي ولد سيدي المختار، والمرشح المستقل (طبيب وأستاذ جامعي)، أوتاما سومارى، ورئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية، بامامادو بوكاري، و النائب العيد ولد محمدن ولد امبارك، إلى جانب الفاعل في مجال حقوق الانسان (رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية)، بيرام الداه اعبيدي.

وتنتهي الحملة الانتخابية يوم 27 من الشهر الجاري على أن تجرى الجولة الأولى من الانتخابات في 29 من الشهر ذاته، وفي حال وجود جولة ثانية ستكون في 13 يوليوز المقبل.

ويصوت أكثر من 1.9 مليون ناخب موريتاني لاختيار رئيس للبلاد.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar