سوس ماسة.. مياه البحر لإنتاج أطنان من الطماطم وتصديرها

تتيح المياه المحلاة تواصل عملية الإنتاج الفلاحي بمنطقة سوس ماسة، بالرغم من تكلفتها العالية، وأكد فلاحو المنطقة، على دور هذه المياه في الحفاظ على زراعة الخضروات والفواكه في ظل التحديات التي يطرحها الجفاف.

تشتهر منطقة اشتوكة آيت باها بتطوير فلاحة مزدهرة، خاصة في مجال إنتاج الخضروات. وتعد هذه المنطقة مصدرا للجزء الأكبر من الإنتاج الوطني للخضراوات البكرية.

وتفيد وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن فلاحي المنطقة يعدون من بين الأكثر نجاحا في المغرب من حيث التقنيات العالية المستعملة والتحكم في الأساليب الزراعية، مما يعطي لمنطقة سوس ماسة أهمية استراتيجية في هذا المجال على الصعيد الوطني، حيث أن حصة هذه المنطقة من صادرات الطماطم المغربية تناهز أزيد من 90 في المائة منذ عدة سنوات.

وتشير وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن نجاح منطقة اشتوكة أيت باها كان” مهددا بشكل كبير جراء الاستغلال المفرط للفرشة المائية وانعكاساته المقلقة، بما فيها تسجيل عجز سنوي للمياه الجوفية يقدر بنحو 90 مليون متر مكعب في السنة، الشيء الذي فسح المجال أمام تسرب مياه البحر للفرشة المائية مؤديا إلى ارتفاع نسبة ملوحة مياهها. وباتت هذه الظاهرة تشكل تهديدا حقيقيا للفلاحة المسقية في المنطقة، إضافة إلى آثارها الكارثية المحتملة على البيئة والفرشة المائية”.

وأضافت أنه ” أمام هذه الوضعية واستحالة تزويد هذه المنطقة بالمياه السطحية التي تزداد ندرة يوما بعد يوم، قررت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات إنجاز مشروع طموح لتحلية مياه البحر بغرض استخدامها في السقي الفلاحي لإنقاذ النشاط الفلاحي السقوي في المنطقة ووضع حد للتدهور المقلق للموارد المائية الباطنية”.

ولعبت هذه المحطات، دورا كبيرا في إنقاذ منطقة اشتوكة آيت باها من مشكلة كبيرة كان من الممكن أن تؤثر على عدد من الضعيات الفلاحية بسبب قلة مياه السقي”، بهذا يصف عبد العزيز المعناوي، رئيس جمعية اشتوكة للمنتجين الفلاحيين، الدور الذي لعبته محطة تحلية مياه البحر في تزويد الضيعات الفلاحية باشتوكة بمياه السقي.

وفي هذا الصدد، صرح عبد العزيز المعناوي، للاولى، أن هذه المحطة تزود 15 ألف هكتار من المساحات الفلاحية بمياه السقي، وتعتمد عليها في عدد من المشاريع المستقبلية التي يعول عليها المغرب. حيث تنتج منطقة اشتوكة حوالي 85 في المائة من الخضروات، غالبيتها عبارة عن طماطم وفلافل وخيار، وتساهم في تزويد الأسواق الداخلية والحفاظ على وتيرة التصدير.

ويعتبر المعناوي، أنه على الرغم من أن كلفة المياه المحلاة جد غالية، حيث يقدر ثمن اللتر الواحد بـ5,40 درهم، غير أنها ساهمت في حفاظ منطقة اشتوكة على إنتاجيتها. كما حافظت على الفرشة المائية الباطنية، التي يمكن استثمارها في إنتاج زراعات التي لا تتحمل ثمن المياه المحلاة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar