الدليل والبرهان على أن النظام الجزائري والإسرائيلي إخوان في الحزن والأفراح يقفان معاً كالبنيان

من المتناقضات المضحكات المبكيات أن تقيم الجزائر الدنيا ولا تقعدها ولا تترك مناسبة تمر دون أن تتاجر بالقضية الفلسطينية ومأساة شعبها، رافعة شعارها الرنان “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، وعندما يأتي وقت الجد تتخلف عن نصرتها ولو بأضعف الإيمان.

الكل شاهد فضيحة الجزائر التي أصبحت أول بلد يخرج شعبها للشوارع للاحتفال بهزيمة منتخب بلد جار في بطولة كروية قارية، بعدما لم يجد ما يفرح به وقد تكالبت عليه النكسات والصفعات، فلا “بريكس” ولا عدس ولا حليب ولا حل لطوابير الذل والعار تحت حكم النظام العسكري.

ففي مشاهد مخزية تكشف حجم النفاق والتناقض والإفلاس الفكري، خرج آلاف الجزائريين في عدد من المدن ليحتفلوا بهزيمة المنتخب المغربي أمام نظيره الجنوب إفريقي في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالكوت ديفوار، ومبررهم في ذلك أن “بلد مانديلا” وقفت مع فلسطين، فيما لم يخرج هؤلاء الجزائريون للتضامن مع فلسطين في عز الحرب الإسرائيلية على غزة، وحتى الذين خرجوا على قلتهم، قمعهم النظام العسكري ومنعهم من التعبير عن دعمهم للفلسطينيين، وهو الذي ظل لعقود  يزايد على جيرانه بنصرة فلسطين.

هؤلاء الجزائريون هم أنفسهم الذين سبق وخرجوا للاحتفال بفوز المنتخب الفرنسي على نظيره المغربي في نصف نهائي كأس العالم بقطر، مع أن فرنسا التي استعمرتهم قرناً واثنين وثلاثين سنة، قتلت منهم الملايين واغتصبت نساءهم ونهبت ثرواتهم ولاتزال تهينهم بوضع جماجم قتلاهم في متاحفها رافضة إعادتها لهم، في إهانة واحتقار كبيرين، وهاهي الحرب الإسرائيلية الهمجية متواصلة على غزة والقتلى والجرحى والمصابين والمشردين والجوعى بالآلاف، ولم يسمع لهم صوت ولم يحركوا ساكنا، شعبا وعسكرا!!

على الجزائريين أن يخجلوا عندما يتشدقون بدعم فلسطين وهم لم يخرجوا لنصرتها ولو بوقفة في الشارع، في وقت خرجت ولاتزال تخرج مسيرات تضامنية مليونية في شوارع عواصم ومدن دول غربية حليفة لإسرائيل كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

ولم نسمع لحزب سياسي جزائري ولا جمعية من المجتمع المدني أن أصدرت بيانا تضامنيا او دعوة للتظاهر لصالح غزة وضحايا غزة، وهذا دليل آخر على أن المجتمع السياسي والمدني الجزائريين لهما نفس التوجه، ونفس الأهداف والغايات وهو التضامن الكلي مع الهمجية الإسرائيلية.

ولم نسمع أن الخارجية الجزائرية طلبت سحب سفيرها من باريس أو لندن أو أمريكا أو ألمانيا لأن هذه الدول تؤيد إسرائيل، وذلك في إطار ما تدعيه “تقرير مصير الشعوب المستضعفة”.

والمثير للاستغراب أن جزائر الكابرانات ظلت وفية لصمتها، بل وصمتت صمت أهل القبور لما تعرض رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، للاغتيال في طهران عاصمة حليفتها إيران، في وقت أقيمت فيه صلاة الغائب عليه في الشارع العام في المغرب وخرج الناس للاحتجاج منددين بعملية الاغتيال، ما يجرنا للسؤال التالي:”هل جزائر النظام العسكري بصمتها الرهيب، تؤيد الهمجية الإسرائيلية؟!!

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar