أحداث الفنيدق: بين الداعين المجهولين لها وبين تقاعس الإعلام الرسمي عن فضحهم

حدث الهجرة نحو المجهول الذي شغل الرأي العام الوطني في الأيام الأخير لم يجد مع الأسف حيزا في برامج الإعلام الرسمي المغربي، لفضح الداعين لهذه المغامرة غير المحمودة العواقب، والتعريف بانتماءاتهم وأهدافهم الخبيثة لجر شباب يائسين نحو مصير مظلم لا يعلمون تبعاته.

فالإعلام الاسباني انشغل بهذا الحدث بشكل غير مسبوق، من خلال متابعة يومية وندوات ومناقشات واستضافة خبراء في الهجرة ومحللين سياسيين واجتماعيين.

أما وسائل إعلام نظام العسكر الجزائري فتفننت في القول ما صح منه وما بطل، وزورت الحقائق وضخمت الأحداث ونشرت صور مفبركة وغير صحيحة، بل وصل بها الخبث والحقد إلى نشر صور تنكيل الصهاينة بالفلسطينيين ونسبها الى المغرب.

لكن الإعلام المغربي الرسمي ظل بشكل مؤسف جامدا وصامتا وغير مبالي بخطورة ما حدث، وكأن ما وقع حدث في بلاد لا تهمنا إخبارها.

نعلم جيدا أن الإعلام الرسمي ينتظر دائما التعليمات، لكن العصر الحالي يتطلب من المشرفين على هذا الإعلام الرسمي الذي يتابعه الملايين القيام بمبادرات عاجلة وتقديم مقترحات وأوراق عمل للجهات المعنية للقيام بالمتعين عوض انتظار التعليمات.

فالجهات التي تصدر التعليمات للإعلام العمومي بدورها في حاجة إلى مقترحات عملية وأوراق عمل مبتكرة ونصح سليم لمساعدتها على التوجيه الصحيح لهذا الإعلام، عوض انتظار تعليمات قد تأتي او لا تأتي بحكم انشغالات هذه الجهات بكثير من قضايا تسيير دولة بكاملها.

صحيح أن المعطيات المتوفرة حاليا ومن مصادر مختلفة تؤكد أن من حاولوا الوصول إلى الثغر المحتل هم مغاربة، لكن أيضا من جنسيات أخرى من ضمنها جزائريين في المرتبة الثانية، ومواطنين من دول افريقية وعربية كسوريا واليمن في مرتبة ثالثة.

فعوض الخوف على ضياع المنصب من طرف المسؤولين على الإعلام الوطني، يمكن الاحتفاظ بالمنصب أيضا من خلال القيام بمبادرات، وتقديم مقترحات عملية ومبتكرة نابعة من الخبرة بإمكانها مساعدة الجهات صاحبة القرار على اتخاذ ما يلزم بطريقة سليمة.

أما دولة العسكر الجزائري فعليها أولا توفير السميد والحليب والزيت والعدس لشعبها عوض انشغالها ومنذ حوالي 50 عاما، بإمطار شعبها بمصطلحات “المخزن.. والصحراء.. وتقرير المصير..” تنفيذا لإملاءات النافدين العسكريين المهيمنين على الاعلام وعلى مؤسسات الدولة، بل وحتى على انفاس رئيس الدولة المعين من طرفهم، وفي مقدمتهم الحاقد الأول والأكبر على المملكة المغربية والذي يفكر ب”مؤخرته” عوض عقله.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar