تقدم إنجاز برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة بنسبة 97 في المائة

عرف إنجاز المشاريع المبرمجة في إطار البرنامج التكميلي لإعادة تأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023)، تقدما بنسبة 97 في المائة، وذلك بحسب معطيات للجنة الإقليمية المختصة التي انعقدت اليوم الجمعة بمقر عمالة الإقليم.

وشكل هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، بحضور رئيس المجلس الجماعي، طارق العثماني، ورؤساء مختلف المصالح الخارجية المعنية وممثلي السلطات المحلية، مناسبة للوقوف عند المنجزات المحققة وآفاق هذا الورش الاستراتيجي المهم لمدينة الصويرة.

وفي كلمة بالمناسبة، أشاد السيد المالكي بالتقدم الكبير الذي أحرزه هذا البرنامج المنجز تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على التراث التاريخي لمدينة الرياح وتعزيزه، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للساكنة وتعزيز الجاذبية السياحية للمدينة.

وأشار إلى أن 900 أسرة استفادت حتى الآن من إعادة تأهيل مساكنها، وتم ترميم أو تدعيم 333 بناية، وهدم 123 في إطار هذا البرنامج.

وشدد عامل الإقليم في هذا السياق، على البعد الاجتماعي لهذا المشروع الطموح، مؤكدا أن الهدف هو ضمان بقاء الأسر في مساكنها التي أعيد تأهيلها، مع الاستفادة من البنيات التحتية والخدمات الجديدة التي أقيمت في محيطها.

ودعا في هذا الصدد، جميع الأطراف المعنية، لا سيما المصالح الخارجية والشركاء المحليين، إلى الحفاظ على التزامهم وتعاونهم من أجل استكمال المشاريع المتبقية في الآجال المقررة.

وأكد على أن “الهدف النهائي هو الارتقاء لمستوى تطلعات صاحب الجلالة الملك محمد السادس والاستجابة لتطلعات ساكنة الصويرة وهذا النسيج الحضري الحي”.

من جانبه، أشار السيد العثماني إلى أن التنفيذ الكامل للمشاريع المدرجة في البرنامج يشكل رافعة أساسية لضمان تأثير مستدام على المدينة، مسلطا الضوء على الدور الأساسي لهذه التدخلات في التنشيط الاقتصادي للمدينة القديمة، من خلال خلق فرص جديدة للساكنة وتعزيز الجاذبية السياحية لوجهة الصويرة.

وأضاف أن المشاريع المنجزة قد حسنت بشكل كبير البيئة الحضرية والاجتماعية، مما ساعد على بث حياة جديدة في هذا التراث الرمزي.

من جانبه، قدم مدير وكالة العمران بالصويرة-شيشاوة، عبد الصمد النوحي، حصيلة مفصلة للبرنامج، مع التركيز على طريقة تدبيره، ومعطياته المالية، والشركاء والأهداف، مشيرا إلى أنه من بين 27 مشروعا المخطط لها في إطار هذا البرنامج، تم الانتهاء من 19 منها بالكامل، في حين أن 8 منها توجد في مرحلة الانتهاء.

وأبرز أنه من بين المشاريع الحالية هناك بناء حضانة ومركز خدمات ومركز استقبال للمسنين (التقدم 70 في المائة) ودار للنساء ومركز استقبال مخصص للشباب، فضلا عن تطوير تعاونية “دار العرعار” وتأهيل ساحة الملاح وتحسين التشوير الحضري.

من جانبها، استعرضت عضو اللجنة العلمية للبرنامج، أمينة لمغاري، التحديات التقنية والهيكلية التي اعترت برنامج إعادة تأهيل المدينة القديمة، لا سيما ما يتعلق بالرطوبة والمشاكل الناجمة عن قرب المدينة من البحر.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، سلطت السيدة لمغاري الضوء أيضا على تعقيد الهندسة المعمارية المتشابكة للمدينة القديمة، الأمر الذي يتطلب اتباع مقاربة دقيقة للحفاظ على التوازن بين ترميم التراث وتحديث البنية التحتية، مشددة على أهمية ضمان الأداء المستدام لكل مشروع تم ترميمه.

من جهتهم، سلط شركاء آخرون الضوء على مساهمة خدماتهم في تحقيق البرنامج، والتحديات التي تمت مواجهتها والحلول المطبقة لضمان تقدم المشاريع.

وفي هذا الصدد، أبرز المندوب الإقليمي للسياحة، يونس دبيبيغة، أهمية مركز التعريف بتراث الصويرة، الذي افتتح قبل 11 شهرا بمحاذاة باب السبع، أحد البوابات الرئيسية للمدينة العتيقة، مشيرا إلى أن هذه البنية استقبلت أكثر من 10000 زائر، وقد أثبتت نفسها كنقطة التقاء استراتيجية للسياح القادمين لاكتشاف هذا النسيج الحضري.

وبخصوص الصناعة التقليدية، تم تنفيذ 4 مشاريع كبرى، من بينها مشروع “القيسارية” الذي يجمع 80 حرفيا، وهو ما من شأنه الإسهام في النهوض بالمهارات الحرفية المحلية.

وبالنسبة للقطاع الصحي، فقد تم تعزيزه من خلال تشغيل بنيتين تحتيتين جديدتين منذ فبراير الماضي، مما يضمن ولوجا موسعا للمقيمين والزوار إلى رعاية القرب.

يشار إلى أن هذا الورش الخاص بإعادة التأهيل، الذي يستفيد منه 13000 نسمة بالمدينة العتيقة للصويرة، يهم سلسلة من المشاريع التي تتوزع على 4 محاور رئيسية، وهي تأهيل المجال العمراني، وترميم وتأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar