كيف تصبح مرتزقا محترفًا رغم غياهب الجب؟

من المفروض ان يكون السجن هو أقصى عقوبة يمكن ان يفكر فيها أي مذنب، مجرما كان أو خائنا مرتزقا كما هو حال بعض من سيأتي الحديث عنهم . والسجن على مر التاريخ كان مؤسسة عقابية بقصد معالجة الاختلالات التي يعرفها المجتمع، من قبيل الخروج عن القوانين أو ممارسة سلوكات تضر بالشعور العام للمجموعة البشرية، وتهدف العقوبة إلى إعادة مرتكب الجريمة أو الجنحة إلى جادة الصواب.

منذ ارتكابه لجرائم وجنح التخريب والتحريض والتعامل مع جهات خارجية والمعتقل الزفزافي ومن معه يحاولون بمناسبة أو بدونها ان يلفتوا اليهم الرأي العام الوطني والدولي وعن طريق سلوكات غالبا ما تظهر انها مفبركة وغير صادرة عن حالات حقيقية فخلال خرجته الأخيرة استطاع الزفزافي ان يكرر ماسبق ترديده حول روايته المستهلكة لتعذيبه. ولان الزفزافي موصوف بالتباكي على حائط حقوق الإنسان الدولي فقط تفتقت عبقرية من يتخابرون مع والده ان يلقنه أسطوانة التعذيب داخل السجن.

فهي الرواية الوحيدة التي ستمكن الزفزافي للتخابر مباشرة مع المنظمات الدولية التي غالبا ما يكون بداخلها عنصر او عنصرين من المخابرات الأجنبية.

ولان هذه المنظمات التي تشغل بينها مخابرات لها مصالح انتهازية في المغرب فإدعاءات الزفزافي مهمة لها ولأهدافها خصوصا وان هولندا التي يعيش بها بعض بارونات المخدرات أصدقاء الزفزافي.

فليس هناك ما يدعو إلى معاقبة شخص من عموم المواطنين، وليس القاضي سوى أداة لتمثيل ضمير المجتمع الذي يحرسه القانون، وبالتالي فإن العقوبة السجنية تكون من جنس الجريمة ومعادلة لها، والسجن تجسيد للعدالة في المجتمع، وإلا سنعيش وسط انتهاكات خطيرة لحقوق الآخرين.

لكن بعض الناس ممن أصيبوا بداء الارتزاق جعلوا من السجن فرصة، مثلما يفعل تجار المخدرات، حيث يتوب بعضهم ويندمج في المجتمع ويخرج بعضهم من السجن إمبراطورا، وهذا مرتبط بالتكوين النفسي للمحتجز، وكذلك اليوم أصبح هواة المرتزقة يتخذون من السجن فرصة للاحتراف، وهذا ما ينطبق بالتأكيد على ناصر الزفزافي وبعض المعتقلين من مجموعته.

فناصر الزفزافي يحاول استغلال أية فرصة ليعطي الإشارة لوالده أحمد الزفزافي لبث شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، ينشر من خلاله الإشاعات والأكاذيب، وذلك بغرض دعم موقفه أمام المنظمات التي تدعم المرتزقة، فهو لا يريد أن يجعل من السجن فرصة للتأمل في الأفعال التي ارتكبها ويحسن سلوكه حتى ينال عفوا ويخرج ليندمج في المجتمع، ولكن مثله مثل تجار المخدرات، يحصلون على الأرباح داخل أو خارج السجن.

الإصرار على حيازة الممنوعات، بتواطؤ أو بتقصير من موظفي السجن، لا يختلف عن مناورات تجار المخدرات، الذين يستعملون كل الوسائل من أجل الحصول على الأموال، وما تسريب تسجيل صوتي مليء بالمزاعم إلا وسيلة للحصول على مزيد من الدعم من قبل منظمات انفصالية وتجار المخدرات الفارين من العدالة، الذين يمولون بسخاء كل التوجهات الانفصالية.

ناصر الزفزافي مثل والده لم يعد يهمه اليوم أن يخرج من السجن أو يبقى فيه، لأن مفهومه للسجن ليس هو مفهومنا نحن، فالمواطن “العادي” يعتبر السجن عقابا لا يمكن تكراره وينبغي تفاديه، لكن بالنسبة لعناصر المافيا والمرتزقة وتجار المخدرات والمواقف فإن السجن هو المكان الذي من خلاله تدار الشبكات الإجرامية وتنمية دورها قصد الاغتناء، وهنا يُطرح السؤال الملحاح عن سفريات أحمد الزفزافي وأثمنة تذاكر الطائرات والفنادق والتجول شمالا وجنوبا بالداخل والخارج.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar