كومينة يفضح النصب السياحي بمراكش

عشت لحظة تشبه إلى حد كبير بعض ما شاهدته في الأفلام التي تتطرق لممارسات المافيا. والمؤلم أنني عشت هذه التجربة بمراكش وليس في صقلية او نيويورك.

كنت بصدد مغادرة الفندق الذي أقمت به صحبة اصغر بناتي، بعدما سلمت المفاتيح للاستقبال وودعت العاملين بأدب، عندما تبعني شخص مطاردا وطلب مني، هكذا، أن اترك معه البنت والحقيبة وان التحق بالاستقبال. سألته : لماذا علي أن اترك معه الحقيبة والبنت؟ لكن الرجل فيما يبدو قام بما كلف به وحسب. رفضت عملية الاحتجاز المقنعة هذه بطبيعة الحال وعدت إلى الأشخاص المكلفين بالاستقبال في فندق هوليداي امبريال بجليز لأصحابه أبناء الكرماعي.

لماذا هذا السلوك المافيوزي ؟

تبين لي بسرعة أن الأمر يتعلق برغبة في السرقة بأكثر الطرق بلادة، إذ طلب مني المكلف بالاستقبال أداء ثمن غرفتين لليلة، ومن حسن الحظ أنني أديت ثمن الليالي التي قضيتها بالفندق بالبطاقة البنكية واملك إثباثا وإلا كانوا قد سرقوني فعلا. والخطير في الأمر أنني لما سلمتهم نسخي من الاقتطاع البنكي حاولوا سحبها مني، ما يؤكد سوء النية والرغبة في السرقة.

وبعد أن فقدت هدوئي، خصوصا وأنني مريض تعذبني الأوجاع ويعرفون ذلك، وانفجرت في وجوههم وألححت على طلب البوليس وإدارة السياحة تراجعوا عن ابتزازهم وبدأوا في تقديم الأعذار، من قبيل إنهم يواجهون مشكلة مع السستيم. غادرت في نهاية الأمر، لكنهم تمكنوا من تأخير وصولي إلى القطار في الوقت المناسب وحققوا شيئا مما سعوا إليه.

مراكش لم تشتهر ب “ارناكيش” ظلما، لان مثل هذا السلوك يتكرر كثيرا مع السواح المغاربة، بمن فيهم إخواننا المقيمين بالخارج، ومع الأجانب أيضا، وسبق لأصدقاء أن تعرضوا لممارسات شبيهة، خصوصا بالنسبة لأشخاص يرغبون في الالتحاق بالطائرة في الموعد كي يلتحقوا بعملهم في اليوم الموالي، بحيث وجد من قبل بالأداء مرتين، لأنه لم يطلب وصلا لدى الأداء في المرة الأولى، أو قيل له أن الطابعة متوقفة والسستيم فيه خلل كما قيل لي.

وهل يعول على الإدارات المعنية لوقف العبث، والسلوك الإجرامي في بعض الحالات،؟ من عول على ذلك فليعول على أن يصبح النصاب والمحتال والشفار والمبتز خلوقا ومحترما للقانون ولحقوق الناس. “ارناكيش” قد تصبح علامة دولية لمراكش وتقتل القطاع الاقتصادي الأساسي لمدينتي التي لم اعد انتمي إليها، وقد لا تعود لها ابنتي التي سبق لسائق طاكسي أن طلب منها 100 درهم للمسافة الممتدة من محطة القطار إلى السملالية واضطرت لدفعها خوفا منه، بعدما بدا يرغد ويزبد ويتفوه بحلو الكلام.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar