الغارديان: الحراك الشعبي أمام امتحان صعب بعد إسقاط بوتفليقة

تحت عنوان “رأي الغارديان في الرئيس الجزائري المخلوع: ماذا بعد؟”، خصصت صحيفة “الغارديان” البريطانية افتتاحيتها للحديث عن الملف الجزائري، واعتبرت ما حدث في الجزائر، حتى إعلان استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أو خلعه، قد يكون الجزء الأسهل من المهمة بالنسبة للشعب الجزائري، حيث ربطت ذلك بما جرى في عدة دول عربية.

 

وجاء في الصحيفة أن الأمر معتاد، فقد قامت موجة من الاحتجاجات الشبابية، وتمكنت من خلع حاكم سلطوي مسن كان يتمسك بالسلطة لآخر لحظة.

وربطت الافتتاحية سقوط الرئيس بعدم قدرة نظامه على شراء صمت الناس، من خلال توزيع الثروة النفطية، وزيادة النفقات الحكومية، وذلك بسبب نضوب العائدات النفطية، وانهيار أسعار النفط، و”لعل السبب الأكبر في هذا كله هو ازدراء النظام للمواطنين عندما قرر ترشيح رجل لم يظهر في المناسبات العامة منذ عام 2013، بعد إصابته بجلطة دماغية“.

وتعتبر الصحيفة أن “الشعور بالإهانة كان وراء خروج مئات الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع، ويأمل من يقف وراء بوتفليقة في استمرارهم في الحكم، كما فعلوا في السابق، مع أن المعارضين لهم يشعرون بالشجاعة ويطالبون بمزيد من التغيير“.

وتعلق الافتتاحية قائلة إن “حمام الدم والقمع المتزايد، الذي تبع فورة الحماسة الأولى لانتفاضات ما سمي بالربيع العربي، لم يغيبا عن عقول الجزائريين، وربما قدمت الجارة تونس، حيث بدأت الثورات العربية، درسا وإلهاما، أما سوريا ومصر وليبيا فتلقي بظلال كبيرة عليهم“.

وتشير الصحيفة إلى أن “الانتفاضة الحالية تذكر بالفترة الديمقراطية التي لم تعش طويلا في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قرر الجيش إلغاء انتخابات عام 1991 لمنع الإسلاميين من الفوز في الجولة الثانية، ما أدخل البلاد في دوامة عشرية سوداء، قتل فيها أكثر من 200 ألف شخص“.

ولفتت الافتتاحية إلى أنه “خلافا لذلك، فإن محتجي اليوم التزموا بالسلمية، ووصفوا حراكهم بأنه (ثورة البسمات)، وربما كان احترامهم للجيش والأمن تكتيكيا، إلا أن حضور عدد كبير من العائلات بينهم عبر عن ثقة عالية في أمنهم“.

وترى الصحيفة أن “نجاحهم في الإطاحة ببوتفليقة كان نتاجا لتوحدهم خلف أجندة تغيير واحدة، ووجود حركة مجتمع مدني حية، وساعدهم الانقسام الواضح داخل صناع السلطة، الذين حكموا الجزائر من الاستقلال عام 1962، وكان ترشيح بوتفليقة المريض غريبا، ويعكس فشل (السلطة) في التجمع حول خليفة متفق عليه من الداخل، وكان تدخل قائد الجيش عاملا في رحيل الرئيس“.

وتعترف الافتتاحية بأن “تحويل رحيل بوتفليقة إلى تغيير حقيقي أمر صعب، فلا يوجد لدى المتظاهرين ما يدعو للثقة برئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح (76 عاما) والمقرب من بوتفليقة، ولا يتوقع أن تكون الانتخابات التي ستعقد خلال 90 يوما نزيهة أو حرة، بالإضافة إلى أن البقاء متحدين والاتفاق على خطة للتغيير أمر مستحيل“.

وتختم “الغارديان” افتتاحيتها بالقول: “يعي المتظاهرون الجزائريون أكثر من أي طرف آخر المخاطر المحتملة والخيبات التي تنتظرهم، لكن مئات الآلاف الذين خرجوا أرسلوا رسالة واضحة للأنظمة الديكتاتورية، بأن المواطنين يريدون الأفضل، ولن يقبلوا بالاستقرار فقط، وأن هناك قوة حقيقية في قوة الشعب، وأن إرث ما سمي بالربيع العربي لم ينته بعد“.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar