خلفيات سيكولوجية وراء إصرار الجزائر على تكريس عزلتها عربيا وعالميا

لأسباب لم ينكب عليها بعدعلم النفس المرضي بما يكفي للأسف، تفعل الجزائر الرسمية كل شيء لتقمص مكانة ودور ومزاج الصبي صاحب الكرة في الحارات أيام زمان، إذ الصبي هو من يستطيع خلق الفرجة والفرح وهو نفسه من يقدر على إلغاء كل شيء مبهج عندما يسحب كرته من أقرانه ويمضي إلى حال سبيله.

هذا ما تتمناه الجزائر دورا ومكانة لنفسها في محيطها الأفريقي عموما وفي النطاق الجيوسياسي عربيا خصوصا، وخليجيا تحديدا، ومع الإمارات والبحرين بشكل أدق.

فبينما روجت الجزائر قبل أيام فقط عزمها الكف عن تصدير الغاز لإسبانيا والسبب صار معروفا، عادت دولة نظام العسكر مرة أخرى في الساعات الأخيرة للتلويح عبر أبواقها بكونها، في شخص الرئيس تبون، لن تشارك في القمة العربية المرتقبة في البحرين.

ويبرر أبواق العسكر، من المأجورين من غير الجزائريين، وذلك في إطار التنويه يا ناس، يبررون الأمر بأن “بلد الشهداء” قد سئم تفاهات العرب و خياناتهم. ومن بين أبرز الأبواق المجتهدة في خدمة الظاهرة التبونية وأختها الشنقريحية السوداني المدعو “حفحوف” عبر قناة له على منصة “يوتيوب”.

هذا الحفكوف ــ تأملوا الإسم وابحثوا عن المعنى إن وجد ــ مثلما الجزائر مصابة بعقدة صبي الحارة صاحب الكرة هو أيضا مصاب منذ سنوات بمتلازمة “المخزن”: يخيط ما لا يخاط من التفاصيل ليصنع تهمة للمخزن، ويؤول ما لا يقبل التأويل لينتقد المخزن، ويلوي عن كل سياق فقط ليجد منفذا إلى متلازمة المخزن.

وعلى شاكلة هذا المأجور توجد أشكال وألوان من شذاذ الآفاق السيبرانية من المتعيشين على نفقات البتر ودولار الجزائري السائب، ومن بينهم من جندوا بشكل كاريكاتوري خلال اليومين الماضيين لصناعة قصة لا رأس لها ولا قاع حول “انقلاب في المغرب”..قهقهوا كما تشاؤون يا سادة، وأغلب الظن أنهم يغطون في الأصل على انقلاب حقيقي في قصر المرادية كي لا يظهر دخانه.

سواء حضرت الجزائر أم غابت عن هذه القمة أو غيرها في أفريقيا أو عربيا أو عالميا فلن تغير الجغرافيا مكانها لتجعل من شمال أفريقيا القطب الشمالي ولا من الجزائر نفسها إمبراطورية عظمى.

الشيء الوحيد الذي تصنعه الجزائر بهذه المماحكات، مع ما تبقى لها من الأشقاء عربا وعجما هو مراكمة العزلة الإرادية إقليميا ودوليا، وأما الجعجعات قبل كل مؤتمر أو ترويج بالونات الاختبار فلن يغير من الواقع الذي يأبى الارتفاع شيئا.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar