الجزائر.. النظام يقترف مجزرة رهيبة بساحة البريد في العاصمة

تعرض الجزائريون امس الجمعة، لقمع وحشي  بساحة البريد وسط العاصمة، وذلك بعد التدخل الهمجي في حقهم من طرف القوات العمومية التي تلقت اوامر من الجيش لقمع المسيرات ووضع حد للحراك الشعبي الذي بدأت تصل نيرانه إلى قايد صالح وزمرته.

إن ما وقع أمس الجمعة 12 أبريل، في الجزائر العاصمة، يؤكد المخاوف التي صاحبت أحداث الأسبوع الماضي، حيث أظهرت السلطة علامات تدعو للقلق منذ يوم الثلاثاء، عند قمعها لالوقفة الطلبة، وهو توجه ليس بغريب عن نظام العسكر الذي يحكم الجزائر منذ استقلال البلاد سنة 1962.

 فعلى الجانب السياسي تم فرض الأمر الواقع على الشعب بترأس عبد القادر بن صالح للدولة، وفقًا للحل الدستوري الذي سعى إليه الجيش، وهو حل ينطوي أيضًا على الاحتفاظ بنور الدين بدوي وطيب بلعيز في مناصبهم، في تحدي صارخ للشعب ومطالبه.

ورغم خروج ملايين الجزائريين الى الشوارع في ثمان جمعة على التوالي، لتأكيد مطابهم، تستمر السلطة في تنفيذ مخططها دون ردود فعل ملموسة اتجاه الحراك، وبعد أن لجأت لتجريب كل المناورات والتلاعبات، اختارت هذه المرة طريق القوة عن طريق القمع.

وقد بدأت الشرطة في تنفذ خطة قايد صالح الجديدة، في مواجهة المتظاهرين، يوم الثلاثاء، من خلال قمع الطلبة الذين حاولوا تنظيم مسيرة للتنديد بالانقلاب، وهو إختيار تم تأكيده في اليوم الموالي عن طريق منع تجمع النقابيين في نفس المكان، ثم يوم الخميس حيث قامت قوات الدرك الوطني بوضع حواجز على كل مداخل الجزائر العاصمة بشكل ممنهج.

 وبينما كانت المسيرات تتم بشكل سلمي كالمعتاد، أمس الجمعة، أطلقت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، رغم تواجد أطفال ونساء وكبار السن من بين المتظاهرين.

وفي محاولة فاشلة لتضليل الرأي العام،  أصدرت المديرية العامة للامن الوطني بيانا طويلا، تتحدث فيه عن توقيفها أجانب وسط الحراك كانوا يخططون لجره إلى العنف، وأيضا تفكيك جماعة إرهابية كانت تخطط لتنفيذ أعمال لإرهابية بين المتظاهرين بأسلحة استعملت ضد قوات الأمن في التسعينيات، وهي أساليب معروفة لدى النظام العسكري بالجزائر، وهي نفس الاساليب التي اعتمدها لجر البلاد إلى دوامة الإرهاب والاغتيالات خلال العشرية السوداء.

وهكذا يحاول قايد صالح ومؤسسة الجيش، تنفيذ إستراتيجية جديدة تتميز بخلق مناخ من الخوف لثني أكبر عدد ممكن من المواطنين عن الخروج والمشاركة في المسيرات، مسار قد يؤدي إلى الأسوأ، ومخاطرة ترهن مستقبل البلاد للمجهول..

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar