نقوش ومدافن الطاوز..معلمة تاريخية تحكي قصة الحضارة القديمة في المغرب

تعتبر منطقة الطاوز في المغرب موطنا لنقوش صخرية، ومدافن تعود إلى مرحلة ما قبل التاريخ، تشكل أحد الروافد الهامة في تاريخ المنطقة وتعبّر عن نمط عيش وحضارة السكان الذين استوطنوا هذه الأرض منذ آلاف السنين.

النقوش الصخرية تضم رسومًا لحيوانات وعربات خفيفة، وتحمل كتابات بحروف تيفيناغ ونقوش أخرى غامضة، تشكل تراثًا إنسانيًا يعكس حياة السكان القدماء وطريقة تفكيرهم، ويمثل موقع الطاوز مكانًا أثريًا هامًا يسمح للباحثين بدراسة وبحث مستفيض حول تاريخ المنطقة والمغرب بشكل عام.

يقع مواقع هذه النقوش والمدافن في جماعة الطاوس بالمغرب، وتحديدًا عند جبل واوفيلال وجبل تداوت وكفيرون، وهي تطل على وادي زيز مما يدل على وجود حضارة مائية مهمة في المنطقة في العصور القديمة.

اكتشفت هذه النقوش والمدافن في الخمسينيات من القرن الماضي على يد الباحثين الفرنسيين Jaques Munié وCharles Allain، ومنذ ذلك الحين أصبحت محط اهتمام العديد من العلماء والباحثين.

تتنوع النقوش في شكلها ومضمونها، فهناك رسوم لحيوانات تعبر عن بيئة المنطقة القديمة، ونقوش تحمل حروف تيفيناغ تمثل مرحلة متقدمة في تاريخ الكتابة في المنطقة، بالإضافة إلى نقوش أخرى غامضة تحمل رموزًا قد تكون لغزًا للعلماء حتى اليوم.

من أبرز الرموز التي تمثلت في النقوش عربات خفيفة، بعضها على شكل قاطرة وبعضها ذات عجلتين، وهذه العربات قد تكون كانت لأغراض النقل أو ربما كانت عربات حربية في زمنها، ما يدل على تقدم الحضارة واستخدامات متقدمة للتنقل والتجارة في تلك الفترة.

وبجانب النقوش، تضم المنطقة مدافن تختلف في أشكالها وأحجامها، مما يشير إلى تنوع العادات والتقاليد الدينية والثقافية للسكان القدماء في الطاوز، لتكون شاهدًا على حضارة قديمة غنية وتاريخ مجهول للكثير من النواحي، وهي تحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لفهم أعمق لتلك الحضارة القديمة وتأثيرها على التاريخ الإنساني في المنطقة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar