شكري لـ”تليكسبريس”: الإنفلات السلوكي والقيمي عند الشباب المغربي ناتج عن هذه الأسباب

عدد الدكتور عبد الجبار شكري، عالم النفس وعالم الاجتماع، أسباب الانفلات السلوكي القيمي والأخلاقي الذي بات يطغى على تصرفات الشباب المغربي ويظهر ذلك جليا في الملاعب الكروية وفي المهرجانات وأمام المدارس والجامعات، حيث سادت الفوضى ومظاهر الشغب في غياب التأطير الأسري والسياسي والعلمي والإعلامي.

وأكد الدكتور عبد الجبار شكري، في تصريح ل”تليكسبريس” أن الشغب والفوضى الهدامة التي أصبحنا نراها عند الشباب المغربي في التجمعات سواء في الملاعب الرياضية أو المهرجانات، أو حتى في الشوارع وأمام المؤسسات التعليمية والكليات يرجع الى مجموعة من الأسباب وهي :

أولا: انهيار منظومة القيم الاخلاقية التقليدية في المجتمع المغربي، التي كانت فيما قبل ضابطة للسلوكات والعلاقات والمعاملات، بحيث كان الجميع يحترم هذه الضوابط ومن العار ان يتجاوزها، أما الأن عند انهيار هذه المنظومة الأخلاقية انهارت معها تلك الضوابط الموجهة للسلوكات والعلاقات.

ونتيجة لذلك، لم تعد هنا ضوابط ومقايييس توجه هذه السلوكات والعلاقات، نتيجة العولمة وانتشار ثقافة الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي، الذي اصبح ينتج قيم العنف والعدوانية والفوضى .

ثانيا: غياب مؤسسة الاسرة في التربية والتنشئة الاجتماعية بسبب تفكك الاسرة وانشغال افرادها بهم توفير حاجيات الأسرة. فانشغال الأب بالعمل وخروج الام الى سوق الشغل المهيكل وغير المهيكل، ترك فراغا في الأسرة في التربية والتنشئة الاجتماعية ومراقبة الأبناء، والنتيجة لذلك انتجت لنا جيلا من الشباب لا أخلاق له ولا قيم ولا منظومة أخلاقية ضابطة وموجهة السلوك.

ثالثا: غياب التأطير والضبط للمؤسسات التعليمية من الابتدائي الى الثانوي، حيث إن الوزارة أصدرت قوانين حدت من تأديب المدرس لتلاميذه المشاغبين بعدم اخراج التلميذ من القسم، ولو لم يأت بواجباته المدرسية من أجل عدم المساهمة في الهدر المدرسي. لأن الوزارة الوصية لم تؤسس داخل المؤسسات تعليمية منظومة تأديبية بديلة عن القسم، في حالة إذا تم إخراج التلميذ المشاغب من القسم.

رابعا: غياب التأطير والتنشئة الاجتماعية و الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني. كل منشغل بمصالحه الضيقة الحزبية والجمعوية .

خامسا: غياب تأطير وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية في التربية والتنشئة الاجتماعية، بحيث اصبحنا نجد أنفسنا أمام شباب لا يقرأ ولا يكون ذاته معرفيا.

وعرت مظاهر الفوضى والشغب التي ميزت فقرات مهرجان البولفار الغنائي بمدينة الدار البيضاء، واقعا مرا اصبح يعيشه الشباب المغربي، مما يندر بانفلات سلوكي وقيمي خطير لا أحد يتنبأ بمآله بعد سنوات من الآن، في ظل الابتعاد عن القراءة والتمسك بالهواتف النقالة في زمن التفاهة والفايسبوك وتيك توك.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar