شح في قطع الغيار وعقوبات تلوح في الافق..معارك أوكرانيا تصيب الجيش الجزائري بالشلل

تداعيات كثيرة نجمت عن استمرار الحرب المشتعلة بين موسكو وكييف، شملت العديد من الأصعدة على رأسها إمدادات الطاقة، التي باتت مصدر تخوف للدول الأوروبية، لكن قلقا من نوع آخر يتصاعد جنوب المتوسط جراء تفاقم النزاع العسكري شرق أوروبا، ويتعلق هذه المرة بالجزائر التي فقدت نسبة كبيرة من قدراتها العسكرية عقب توقف إمدادات قطع غيار الأسلحة الروسية من الوصول إلى الجيش الجزائري بسبب زيادة الطلب عليها من قبل الجيش الروسي.

تسببت الحرب بين روسيا وأوكرانيا في استنزاف قطع الغيار التي تنتجها المصانع الحربية الروسية، كما أن عددا كبيرا من هذه الوحدات الإنتاجية أغلقت أبوابها لشح المواد الخام التي تدخل في صناعاتها العسكرية جراء العقوبات الغربية على موسكو، مما تسبب في فقدان قطع الغيار وعجز روسيا عن إمداد زبناء سلاحها بمستلزمات الصيانة، وبالتالي تناقص القدرات العسكرية لهذه البلدان وعلى رأسها الجزائر التي يعد السلاح الروسي العمود الفقري لقواتها المسلحة.

يعتمد الجيش الجزائري على طائرات ميغ-29 ومقاتلات سو-30، كما يستخدم المئات من دبابات تي-90 وتي -72، وطالما اعتمدت الدفاعات الجوية الجزائرية على نظام أس-300 للدفاعات الصاروخية ومع تناقص إمدادات قطع الغيار الروسية، باتت نسبة كبيرة من العتاد الحربي الجزائري خارج الخدمة.

ومما زاد من تفاقم أزمة الجيش الجزائري مطالبة أعضاء من الكونغرس الأمريكي بتفعيل قانون جاستا ضد الجزائر على خلفية صفقاتها العسكرية مع موسكو، الأمر الذي جعل الجيش الجزائري في ورطة حقيقية، فلا هو يستطيع استيراد مستلزماته من قطع الغيار الروسية ليضمن توازن جيشه، ولا هو قادر على مواجهة عقوبات أمريكية محتملة في حال مضيه في عقد صفقات للتسليح أو الصيانة مع روسيا.

وهكذا وجد النظام العسكري نفسه عالقا في زاوية مغلقة بعد فقدانه لجزء كبير من قدراته العسكرية جراء انقطاع شحنات الغيار الروسية، ليدخل في متاهة من الحسابات الجيواستراتيجية والعسكرية التي تصب جميعها في غير مصلحته، خصوصا في ظل التصعيد العسكري لمليشيات البوليساريو الإرهابية التي قد تجر المنطقة إلى حرب مفتوحة، سيعجز الجيش الجزائري عن مجاراتها في ظل توقف جزء كبير من ترسانته العسكرية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar