الخزانة الصبيحية بسلا “تراث وطني” وجب الحفاظ عليه

احتفت الخزانة العلمية الصبيحية بسلا بمرور خمسين سنة على فتح أبوابها للعموم، بندوة نظمت ، اليوم السبت ، وصف فيها باحثون جامعيون ورجال فكر هذه المؤسسة ب “التراث الوطني” الواجب الحفاظ عليه.

وذهبت المداخلات إلى حد تصنيف هذه الخزانة “تراثا لا ماديا”، لما تتضمنه من نفائس الكتب والمخطوطات والمطبوعات، كان الفضل الكبير في جمعها لمحافظها الراحل عبد الله الصبيحي الذي كانت الندوة مناسبة لتكريمه.

وتضم رفوف هذه الخزانة مطبوعات باللغتين العربية والفرنسية ومخطوطات تعود إلى قرون خلت، توثق لأحداث وعهود الحقب المعاصرة، وتتميز بتنوعها الشامل بين العلوم الشرعية واللغوية والفقهية وما يدخل في علم الرياضيات والطب، وفق محافظ الخزانة أحمد الصبيحي الذي أفاد بأن 90 في المائة من هذه المطبوعات حجرية.

وتابع السيد أحمد الصبيحي أن الرصيد الحالي للخزانة غني، منه مخطوطات يناهز عددها 4300 مخطوط و1140 كتاب مطبوع بطبعة حجرية، وآلاف الكتب الفرنسية، مضيفا أنها ساهمت ، كليا أو جزئيا ، خلال العشر سنوات الأخيرة ، في إعداد 230 دكتوراه وشهادة ماستر لطلبة مغاربة وأجانب.

وأجمعت المداخلات على أن هذا الرصيد الكمي للخزانة ساهم محافظها السابق عبد الله الصبيحي الذي قال عنه الرئيس المؤسس ل(جمعية سلا المستقبل) إسماعيل العلوي إنه من الرجال الأبرار بسلا الذي خدم القضية الوطنية من خلال الدفاع ، إلى جانب رجال الحركة الوطنية ، عن استقلال المغرب، والمساهمة في بناء المثقف المغربي، خاصة بالعدوتين من خلال المنارة الفكرية التي كان يشرف عليها.

وذكر السيد العلوي بالمواقف الوطنية للراحل عبد الله الصبيحي، التي كلفته في سنة 1947 منصبه كمندوب للصدر الأعظم في الشؤون الفلاحية والتجارية في حكومة المخزن تحت إمارة جلالة المغفور له محمد الخامس الذي عينه بعد الاستقلال عضوا بالمجلس الوطني الاستشاري.

واعتبر هذه الندوة التي نظمتها (جمعية سلا المستقبل)، محطة اعتراف دأبت الجمعية منذ تأسيسها على تنظيمها تقديرا وعرفانا لرجالات خدموا هذه المدينة في مختلف مناحي الحياة، منهم عبد الله الصبيحي.

وفي تقدير عدد من المتدخلين، فإن هذا الرجل لم يكن مجرد محافظ عادي للخزانة التي دعوا إلى تمكينها من فريق عمل للتحقيق في مخطوطاتها وموازاتها بخزانة سمعيةـ بصرية، بل كان عمودا لها وخبيرا بمحتوياتها وباحثا باستمرار عن إغنائها بمختلف صنوف المعرفة، وميسرا لعمل الباحثين من قاصديها.

وولد عبد الله الصبيحي ، وهو ابن ج محمد الصبيحي العلامة والباشا الأسبق لسلا ، سنة 1914، وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا بفرنسا وتخرجه منها كمهندس فلاحة سنة 1939، عمل في عدة مؤسسات فلاحية بالمغرب.

وفي سنة 1967، أسس الخزانة العلمية الصبيحية بناء على توصية من والده، ليتخلى عن أنشطته الفلاحية وينكب على تسيير الخزانة وإغنائها بعدد وافر من الكتب والوثائق والمخطوطات إلى حين وفاته بالمدينة المنورة سنة 1995.

غير أن الخزانة العلمية رغم إحداثها رسميا في 1967، لم تفتح في وجه العموم إلا سنة 1972، لتكون الندوة مناسبة للاحتفاء بذكراها الخمسين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar