قضية إنزال العلمين تظهر غباء قادة الجزائر وحقد العسكر

لا يوجد شيء يثير الاشمئزاز أكثر من كراهية الجار القريب، في حالة المغرب، تُترجم إلى العداء الأبدي الذي تكنه الجزائر، الدولة التي يفكر حكامها العسكريون بأحذيتهم الخشنة، أكثر من عقولهم، حتى تفتقت عبقريتهم المعطوبة عن سابقة تاريخية؛ دولة تنزل علم دولة في أرض تلك الدولة، دون حرب، وفي حفل رياضيٍّ، كان من المفترض أن يكون فرصة للتقارب لا التنافر.

المشكلة الجزائرية، ليست في حقدها الدائم للمغرب، فتلك عقيدة نظام الجارة الشرقية التي يورثها من جيل لجيل، المشكلة تكمن اليوم في عقلية من يقود دفة هذا الصراع، بغباء لا متناهي الحدود، فقد أعمى الحقد بصيرة العسكر هناك، ولم يعد فيهم لبيب واحد، حتى صرنا نحن المتابعون لهم، نشتاق لزمن الراحل عبد العزيز بوتفليقة، الذي رغم عقدته من الحسن الثاني، ومحاولاته استنساخ مشاريع الملك المغربي في الجزائر، كان يدير ذلك بأخلاق الفرسان، أما اليوم فهؤلاء العسكريون المصابون بالخرف وجنون العظمة، فهم يديرون صراعهم المفتعل معنا بأخلاق العبيد.

من جهتنا، لم ننفك نمد يد السلام، من أجل مستقبل جمعي للمنطقة، تنازل الملك محمد السادس عن كبرياء الملوك، ومد يده لجمهورية الكهول العسكرية، مناديا ومخاطبًا روح الأخوة بين الشعبين التي يريد “الكابرانات” قطع حبلها السري بسكين صدئٍ، متناسين أن هاتان الدولتان لم تكونا يومًا عدوتين إلا في  رؤوسهم هم، ففي عام 1954، عندما بدأت الجزائر تكافح بشدة للاستقلال من فرنسا في حرب وحشية، عرض المغرب دعمه للثوار، ومدهم بالغالي والنفيس، ولم يبخل.

وبعد وفاة الملك المغربي محمد الخامس، وبمجرد انتهاء الحرب في عام 1962، سارع  حينها الملك الجديد الحسن الثاني، وهو شاب وطموح، إلى مخاطبة الأشقاء لمحو الحبر الاستعماري اللعين الذي وضعه الخبث الكولونيالي في خاصرة 1550 كيلومترًا من الحدود المشتركة، لكن القلوب لم تكن سواء؛ فقد كانت يد الجار على الزناد.

وبعد ذلك، بسنوات، ولدت في جنوب المغرب عويصة اسمها جبهة البوليساريو، وجدت فيها الجزائر ضالتها، واستثمرت في مشروعها الانفصالي، متكئة في ذلك على “مبدأ الحق في تقرير المصير”، وهو حق يراد به باطل، فالجزائر لا تريد من هذا الحق إلا طعن المغرب في الظهر، والسيطرة على السواحل البحرية، ولا زالت تنتظر تحقيق هذا الحلم الذي وصل عقده الخامس.

يقفز نظام العسكر بغبائه هنا وهناك، ينقل حقده وصراعه مع المغرب من الأرض إلى الجو تارةً، يصنع به خوفًا لشعبه، ليغطي به فشله السياسي، ويطمر به أوضاع شعبه وبلاده، حتى أوصل الأمر إلى الرياضة، في استدعاء تاريخي غبي لـ”داعس والغبراء”، التي نشبت بين عبس وذبيان بسبب سباق الخيل، وها هم جيراننا يستعيدون معنا تلك الحادثة التاريخية المضحكة، ويوصلون توترهم الدبلوماسي إلى ملاعب كرة القدم.

فبعدما أغلقت الجزائر مجالها الجوي أمام الطائرات المغربية، وكان ذلك سببًا في عدم مشاركة المنتخب المغربي لكرة القدم في بطولة أمم إفريقيا التي نظمت في الجزائر، أنزل نظامهم بطريقة سريالية علم بلاده حتى لا يرفع علم بلادنا، ولكنه نسي أنه فوق كل ذي علم عليم، فقد تكفل عميد الفريق المغربي، برفعه واهدائه للفريق الجزائري، وكانت خطوة ذكية، تذكر الجار أن معاركه المتخيلة مع المغرب، لا تخوضها المملكة بالرياضية، بل بدعاء السياسة، فن الممكن، والذي قطعًا لا يجيده من يفكر بحذائه.

عندما تلاحظ ما يفعله ساسة الجزائر، فإن حفيظتك ستثار لا محالة لبلادتهم، وستشفق على سذاجتهم، فهم يبحثون للمغرب عن مسمار جحا في أي شيء، فهذه المملكة يعلمون أنها حصى في نعلهم العسكري نحو السيطرة على المنطقة الاقليمية والانفراد بالتحكم في كل أنظمتها، وذلك حلم دويلة العسكر المغتصبة من العجائز والممزقة بين أصحاب النياشين غير المستحقة؛ وكلهم يحاكي كالهر المنتفخ صولة الأسد.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar