فرنسا تهان وتذل أمام أنظار العالم بعد عقود من الزمن استنزفت فيها خيرات افريقيا
بعد عهود من الاستغلال واستنزاف الخيرات، بدأت فرنسا تحسب أيامها الأخيرة في القارة الإفريقية التي بدأ أبناؤها ينتفضون ضد المستعمر القديم، الذي لا يزال ينظر إليهم بعين المتكبر والمتجبر، ضانا انه سيبقي القارة السمراء حديقة خلفية له إلى ما لا نهاية.
ففي جولته الإفريقية سمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وربما قرأ، رسالة واضحة من الأفارقة مفادها: كفى من نظرة فرنسا والغرب التي تعتبرنا تحت رعايتكم.
الرسالة واضحة ولا تشفير فيها ومفهومة بشكل لا يقبل لعبة الشفوي التي حاول ماكرون استعمالها مرة أخرى دون خجل، وهو يكرر كلاما سبق له أن تفوه به قبل ذلك..
تحدث ماكرون قبل زيارته لبعض البلدان الإفريقية عن العلاقة المتينة والودية مع المغرب، فجاءه الرد بسرعة: علاقتنا ليست جيدة وليست ودية..
حاول ماكرون أن يخاطب عواطف الأفارقة بقوله: فرنسا اليوم محاورا محايدا وانتهت فرنسا الراعية. فجاءه الرد رسميا من رئيس دولة افريقية: نريد احتراما وتغييرا في طريقة التعاون بيننا ونرفض الابتزاز والكيل بمكيالين..
وفي الجانب الشعبي توالت التعليقات في وسائل التواصل تقول لرئيس فرنسا إيمانويل ماكرون: إفريقيا للأفارقة وخيراتها للأفارقة وأنت غير مرحب بك..
هو تغيير جدري يواجهه نظام ماكرون الذي لا يريد أن يفهم أن العالم دخل في عهد جديد وعلاقات جديدة، وإفريقيا تطورت وفهمت ضرورة الخروج من القوقعة التي وضعها فيها الاستعمار الغربي منذ عشرات السنين..
ماذا يرفض الأفارقة من فرنسا ومن الغرب؟ يرفضون الوصاية أولا والاستغلال ثانيا ونهب الخيرات ثالثا والنظرة الاستعلائية العنصرية رابعا والتدخل في الشؤون الداخلية التي تنهجها فرنسا والغرب، ليس بهدف تحضير إفريقيا ودمقرطتها كما يدعون، ولكن من أجل مواصلة الهيمنة ونهب الخيرات..
فرنسا كانت ترفع شعار الديمقراطية ومساعدة الدول الإفريقية، لكنها في العديد من المحطات ساهمت في تدبير وتشجيع الانقلابات العسكرية ودعم الأنظمة الديكتاتورية وإجهاض الحركات الشعبية الاجتماعية، كل هذا بهدف واحد ووحيد هو حماية مصالحها الاقتصادية في إفريقيا.. هو أسلوب فيه ابتزاز واضح وعرقلة لتنمية سياسية واقتصادية واجتماعية في العديد من البلدان الإفريقية، لكن تحت شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان..
طبعا ليس هناك عاقل يمكنه الحديث عن عدم وجود مشاكل تتعلق بالاستبداد وانتهاك الحقوق وغيرها التي ما تزال منتشرة في إفريقيا، لكن فرنسا والغرب بصفة عامة،لا يهمه القضاء على هذه السلوكات بقدر ما يهمه المصالح الخاصة..
فرنسا اليوم تعيش مشاكل داخلية وخارجية عويصة، فرنسا وأوروبا بصفة عامة تعيش في أزمة، وترغب في فك أزمتها على حساب إفريقيا وذلك بمواصلة استغلالها.. وما يؤرق فرنسا هو هذه اليقظة الإفريقية التي بدأت تبحث عن مصالحها في نوع من التكتل الحقيقي جنوب جنوب، وبمنهجية جديدة تقوم على مبدأ رابح رابح.. هذا هو الذي خلق الرعب في فرنسا ماكرون، وهذا هو الذي جعله يستعمل شطحاته الكلامية التي ووجهت بالرفض وسمع ذلك بشكل مباشر أمام كاميرات الصحافة العالمية..
بالنسبة لماكرون فالمملكة المغربية هي قائدة هذا التحول الجديد في إفريقيا وبالتالي فيجب تأدييبها. لهذا تستعمل فرنسا ماكرون كل الأساليب لمحاولة الضغط على المغرب في عدة ملفات.
والخطير في العملية هو استعمال الصحافة الفرنسية وأشخاص يسمون بمحللين من أجل الترويج للمخطط الفرنسي ضد المغرب.. بعض الصحافة الفرنسية ووسائل إعلامها تواصل نظرتها العنصرية ضد المغرب.
ونتذكر اللغة التي كان يتحدث بها البعض في تلفزيونات فرنسا عن المغرب إبان أزمة جائحة كورونا، ولم يستسغ البعض أن ينجح المغرب في إنتاج الأقنعة الواقية في حين فرنسا فيها خصاص.. واليوم يتحدث هؤلاء عن ضرورة توقيف الغول المغربي في إفريقيا لأنه يهدد مصالح فرنسا ومصالح الغرب رفقة الصين وروسيا..
طبعا هو فخر للمغرب أن يصنف إلى جانب القوتين الصينية والروسية، لكن على فرنسا والغرب بصفة عامة أن يلزم حدوده ويدخل إلى غمار المنافسة الشريفة إن هو استطاع، أما مواصلة التعامل بتعالي وعنصرية واستغلال واعتبار إفريقيا امتدادا لمصالحه فهذا الأمر انتهى ولن يعود.
-
ألباريس: لدينا علاقات مع المغرب بلغت مستويات تاريخية
وصف وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، حصيلة التعاون الثنائي مع المغرب بـ "الإيجابية للغاية"، وذلك... سياسة -
تصفيات كأس أمم إفريقيا 2023: اسود الاطلس أول المتأهلين دون إكمال باقي المباريات
تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2023 في كرة القدم المقررة في كوت ديفوار، بعدما تعادل منتخب جنوب... على مدار الساعة -
جنيف: مجلس حقوق الإنسان يعتمد تقرير الاستعراض الدوري للمغرب
اعتمد مجلس حقوق الإنسان، مساء اليوم الجمعة بجنيف، تقرير الاستعراض الدوري الشامل للمملكة المغربية في جولته الرابعة. وتوج هذا الاعتماد، خلال... سياسة -
بعد إطلاق سراحه..جمعية حماية الضحايا تقرر رفع دعوى قضائية ضد بواتي في باريس
نددت جمعية حماية الضحايا التي تدافع عن شابات رفعن دعوى تحرش جنسي ضد رجل الأعمال الفرنسي جاك بوتيي، اليوم الجمعة،... قضايا ومحاكم -
عملية رمضان 1444 .. تجسيد لقيم التضامن والمشاطرة
تشكل العملية الوطنية للدعم الغذائي "رمضان 1444"، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ثاني أيام شهر رمضان الفضيل،... أنشطة ملكية -
الدار البيضاء.. تدشين مصنع جديد لإنتاج شوكولاطة عالية الجودة بالمغرب
تم، اليوم الجمعة بالدار البيضاء، تدشين خط الإنتاج الجديد للشركة الشريفة للشوكولاتة - "إيغبيل" (Aiguebelle)، المتخصصة في إنتاج الشوكولاتة والحلويات،... اقتصاد