استثمارات صينية جديدة في المغرب في قطاع السيارات

فتحت الرباط أبوابها للصين لدخول مجال آخر من مجالات الاستثمار في المجال الصناعي والتكنولوجي بالمملكة، ويتعلق الأمر هذه المرة بإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية، حيث وقع محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، مذكرة تفاهم مع BTR New Material الصينية بقيمة 1,2 مليار دولار لافتتاح مصنع للمغرب.

وسافر الجازولي إلى الصين قبل ايام وشارك في فعاليات الدورة العشرين لمعرض شنغهاي الدولي لصناعة السيارات، رفقة علي صديقي المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، حيث وقعا مذكرة تفاهم لاستثمار 13 مليار درهم، أي ما يعادل 1,2 مليار دولار، في وحدة إنتاج في المغرب، وهي المذكرة التي وقعها من الجانب الصيني شياو دونغ شين، نائب رئيس المجموعة المذكورة.

وقالت الوزارة المنتدبة المكلفة بالاستثمار إن هذا المشروع سيُساهم في توفير 3000 وظيفة بشكل مباشر، و10.000 وظيفة بشكل غير مباشر، من خلال وحدة إنتاج سيتم إنشاؤها في مستقبلا، في حين أورد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات إن الشركة الصينية تعتبر رائدة عالميا في إنتاج الأنود والكاثود، اللذين يُعدان من المكونات الأساسية في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.

ولهذا الاستثمار ارتباط برغبة المغرب في أن يصبح من بين مراكز تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، إذ وفق تصريحات صديقي فإن ما تصنعه المؤسسة الصينية موجه بالأساس إلى السوق الأمريكية وخصوصا إلى عملاق إنتاج السيارات الكهربائية “تيسلا”، في حين يرى نائب رئيس المجموعة الصينية إن الأمر يتعلق بـ”استثمار مهم جدا”، وأضاف أنه يُنتظر أن يخرج إلى الوجود في أقرب وقت، ومن شأنه أن يدعم استراتيجية المجموعة للاندماج في الأسواق العالمية.

ويأتي ذلك في الوقت الذي شرعت فيه الرباط في خطتها لاستقطاب الاستثمارات الصينية، إذ أطلق الجازولي، منذ 17 أبريل الجاري، حملة ترويجية في بكين وشنغهاي منظمة من طرف الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، قام خلالها بتقديم عرض المملكة لتسريع وتيرة الاستثمارات الصينية، فيما تضمنت رحلته لقاءات مع ممثلي الحكومة الصينية، والفاعلين الاقتصاديين الرئيسيين بهذا البلد الآسيوي.

ويرغب المغرب في الدخول بقوة إلى عالم صناعة السيارات الكهربائية، إذ في نونبر الماضي تباحث رئيس الحكومة عزيز أخنوش مع الرئيس التنفيذي لمجموعة “ستيلانتيس” المتعددة الجنسيات المتخصصة في تصنيع السيارات، كارلوس تافاريس، والرئيس التنفيذي للعمليات عن منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بالمجموعة ذاتها، سمير شرفان، حول صناعة السيارات الحرارية والكهربائية.

وعبرت المؤسسة عن رغبتها في تعزيز استثمارها بالمغرب، ومضاعفة القدرة الإنتاجية لمصنعها في القنيطرة، بغلاف استثماري إجمالي يبلغ 300 مليون أورو، لتصل بذلك القدرة الإنتاجية لمصنع القنيطرة إلى 450 ألف سيارة سنويا من السيارات الكهربائية والحرارية، علما أنها كانت قد دشنت مصنعها سنة 2019 وهو حاليا يُشغل 3 آلاف شخص وتبلغ نسبة الإماج المحلي فيه حوالي 69 في المائة.

ووفق أرقام وزير التجار والصناعة، رياض مزور، فإن الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصانع السيارات بالمغرب بلغت 700 ألف سيارة مع متم 2022، موزعة على مجموعتي “رونو” و”ستيلانتيس”، منها 50 ألف سيارة كهربائية، وسيرفع المغرب إنتاجه وصادراته من السيارات الكهربائية تدريجيا بناء على حجم الطرب الخارجي، وخصوصا من دول أوروبا، علما أن الاتحاد الأوروبي سبق أن أعلن أنه لن يستورد سوى السيارات الكهربائية ابتداء من 2035.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar