أمم أوروبا 2024.. هل تستفيق المنتخبات الكبيرة بعد الظهور الباهت في دور المجموعات؟

تبدأ اليوم السبت 29 يونيو الجاري مواجهات ثمن نهائي كأس أمم أوروبا 2024 المقامة في ألمانيا بعد دور أول باهت لعدد من كبار القارة. وتعول المنتخبات المرشحة للوصول للأدوار المتقدمة على أداء أفضل من نجومها للاستمرار في المنافسة على اللقب.

وهكذا، تصدرت كل من النمسا ورومانيا مجموعتيهما أمام منتخبات كبيرة مثل هولندا وفرنسا وبلجيكا، إيطاليا تتأهل بشق الأنفس، الجورجي جيورج ميكاوتادزه هداف أمام مبابي ورونالدو وغيرهم من النجوم… تلك أبرز مفاجآت الدور الأول من كأس أمم أوروبا 2024 المقامة في ألمانيا لغاية 14 يوليوز.

من الاستنتاجات أيضا هو عدم ظهور المنتخبات الكبيرة – باستثناء إسبانيا وبدرجة أقل ألمانيا – بوجه يطمئن جماهيرها وانتظرت فرق مرشحة للوصول لأدوار متقدمة حتى الدقائق الأخيرة لضمان العبور لثمن النهائي، أبرزها إيطاليا التي انتظرت هدفا من البديل كاساني في الدقيقة 98 من مواجهة كرواتيا لحسم تأهلها.

إلا أن مباريات خروج المغلوب تختلف شكلا ومضمونا عن مباريات جمع النقاط لضمان الـتأهل، وهنا يدخل عامل الخبرة والحنكة في التعامل مع هذه المواجهات.

إيطاليا – سويسرا.. “الأتزوري” وفي لعادته بالبدايات الصعبة ولكن؟

كعادتها في كثير من المناسبات الكروية الدولية، لم تقدم إيطاليا حاملة اللقب في الدور الأول ما يشفع لها للمنافسة على جلب الكأس من ألمانيا. وحققت فوزا بشق الأنفس أمام ألبانيا ولقنتها إسبانيا درسا تكتيكيا وفنيا وافتكت تأهلها أمام كرواتيا العنيدة بتسجيل هدف التعادل في آخر لحظات المواجهة.

إلا أن دروس الماضي تجعلنا نتوقع الكثير من أبناء روما في أدوار خروج المغلوب خصوصا عندما نتذكر كأس العالم 1982 إذ اكتفى زملاء الراحل باولو روسي بثلاث تعادلات في الدور الأول قبل أن يشقوا طريقهم لحصد اللقب.

تعاني إيطاليا منذ تتويجها بكأس العالم 2006 من عقم هجومي كبير تجلى في عدم تأهلها لكأس العالم مرتين تواليا في 2018 و2022، وفي هذه الدورة أيضا بعجزها عن تهديد منافسيها والوصول إلى المرمى.

في المقابل، بدا المنتخب السويسري ثابت الأداء في الدور الأول وكاد يتأهل في المركز الأول أمام ألمانيا لولا هدف فولكورغ في الوقت البديل. ويلعب السويسريون بطريقة منظمة مع الاعتماد على سرعة هجومية من ندوي وإمبولو وشاكيري.

ألمانيا – الدانمارك.. المانشافت لمواصلة الحلم

سرت الشكوك في قدرة ألمانيا بالمنافسة على اللقب بعد مواجهتها صعوبات جمة في افتكاك صدارة المجموعة في آخر اللحظات. إلا أن أداءها كان جيدا عموما. واستعادت “المكاينات” بقيادة المدرب الشاب يوليان ناغلسمان لديناميكيتها التقليدية لا للعب الجماعي السريع من لمسة واحدة والنسق العالي الذي اعتاد الألمان على مدى عقود فرضه على المنافسين.

على الجهة المقابلة، تخطى الدانماركيون الدور الأول دون تحقيق أي فوز بثلاث تعادلات أمام سلوفينيا وصربيا وإنكلترا. وبالرغم من لعبهم المنظم المعتاد من الفرق الإسكندنافية، إلا أنهم بدوا عاجزين عن تهديد مرمى المنافسين واكتفوا بتسجيل هدفين.

إنكلترا- سلوفاكيا.. لاعبون إنكليز من الطراز الرفيع يقدمون أداء شاحبا مع ساوثغايت

من يتابع ردود فعل الإنكليز على وسائل التواصل الاجتماعي، يطلع على كم الانتقادات والسخرية من مدرب منتخبهم منذ 2016 غاريث ساوثغايت، ويعتبرون أنه حوّل نجوما من طراز بلينغهام وكاين وفودن وبوكايو ساكا إلى لاعبين عاديين عاجزين عن فرض نسقهم على منتخبات متوسطة مثل صربيا وسلوفينيا والدانمارك.

المهتمون بالشأن الرياضي في إنكلترا يعتبرون أن منتخب الأسود الثلاثة يملك كل المقومات للعودة باللقب من ألمانيا، إلا أنهم يعتبرون أن المشكل يكمن في المدرب الذي لم يجد التوليفة المناسبة للاستفادة من القدرات الهائلة للاعبيه.

ومن حسن حظ ساوثغايت أنه سيواجه منتخبات سلوفاكيا في ثمن النهائي وهي مواجهة سهلة على الورق قبل مواجهة محتملة مع كبار القارة في ربع النهائي.

إسبانيا – جورجيا.. “لا روخا” يسعى لإثبات أنه الأفضل

مرة أخرى، تثبت إسبانيا علو كعبها الفني والتكتيكي على بقية منتخبات القارة على الأقل في الدور الأول. المدرب لويس دي لافوينتي تعلم الدرس من الخيبات السابقة للإسبان بالاعتماد على الاستحواذ المبالغ والسلبي على الكرة، ونجح في تحويل “لا فوريا روخا” إلى منتخب يوازن بين الاحتفاظ بالكرة والتحولات السريعة لمفاجأة الخصوم بالاعتماد على حيوية اليافعين لامين يامال ونيكو ويليامز وثبات أداء رودري في خط الوسط. ويملك الإسبان كل الحظوظ لتجاوز جورجيا مفاجئة الدور الأول بقيادة المراوغ كفاراتسخيليا ومهاجم ميتز الفرنسيب جيورج ميكاوتادزه صاحب الثلاث أهداف في المسابقة.

فرنسا – بلجيكا.. قمة بين منتخبين ليسا في أفضل أحوالهما

يدخل منتخب فرنسا في مواجهة بلجيكا بعد دور أول سجل فيه هدفا وحيدا من ضربة جزاء وآخر سجله مدافع النمسا في مرماه، في مؤشر واضح على تراجع النجاعة الهجومية للزرق خصوصا مع الإصابة في الأنف التي أثرت من دون شك على أداء سلاحهم الفتاك كيليان مبابي.

وبدا خط الوسط الفرنسي تائها في الدور الأول لولا حيوية العائد بعد غياب طويل نغولو كانتي. فيما أضاع أنطوان غريزمان -الذي تعود على أداء رائع مع المنتخب- الكثير من الفرص ولم يقدم المطلوب في وسط الميدان. ولكن المطمئن للفرنسيين هو ثبات الدفاع بقيادة وليام صاليبا ودايوت أوباميكانو.

في الجهة المقابلة، يبدو أن بلجيكا لم تجد بديلا بعد الجيل الرائع الذي بلغ نصف نهائي كأس العالم 2018 وما زال يعول على براعة كيفن دي بروين في خط الوسط، ويواصل الاعتماد على روميلو لوكاكو بالرغم مما لاح عليه من تضييع فرص وبطء وعدم انسجام مع باقي المجموعة.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar