براءة اختراع إيغود “أقدم إنسان عاقل” باسم الموقع الأثري جبل إيغود مهد البشرية

صنفت السلطات المغربية موقع جبل إيغود، وهو موقع أثري في الجنوب الشرقي لإقليم اليوسفية على بعد حوالي 150 كيلومترا غرب مراكش، بالمملكة المغربية مركز تاريخ البشرية، وهو يرجع للعصر الحجري القديم، ويوصف بـ”مهد البشرية”، بعد اكتشاف بقايا عظام للإنسان العاقل فيه تعود إلى 300 ألف سنة وتعتبر الأقدم في العالم؛ تراثا وطنيا، وهو الإكتشاف الذي تم بقيادة الأستاذ في المعهد الوطني المغربي لعلوم الآثار والتراث، المشارك في الأبحاث في الموقع، عبدالواحد بن نصر، وعالم الأنثروبولوجيا الفرنسي جان-جاك هوبلان Jean-Jacques Hublin. قبل إدراج الموقع على قائمة التراث العالمي للبشرية لدى منظمة اليونسكو، وتسجيل براءة اختراع لـ”الإنسان العاقل” “إيغود Ighoud” باسم الموقع الأثري المغربي جبل إيغود.
هذا الاكتشاف العلمي الجديد، الذي غير الأصل الزمني والجغرافي للإنسانيات، تم في إطار برنامج بحث علمي يسهر على تنفيذه المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط التابع لوزارة الثقافة والاتصال، بالتعاون مع معهد ماكس بلانك، للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ في ألمانيا
حيث تم تحديد عمر هذا الإكتشاف لتاريخ أصل البقايا بأقصى قدر من الدقة، بواسطة “التقنية الإشعاعية لتحديد العمر، باستخدام التأريخ بالتألق الحراري. وكشفت التقنيات الجديدة المطبقة على عملية التأريخ، أن هذه البقايا كانت أقدم بكثير، وتم تأريخها بنحو 300 ألف عام، وبالتالي فهي تعتبر أقدم بقايا لفصيلة الإنسان_العاقل.
كما تم الكشف فيه عن وجه” إيغود Ighoud”، أقدم إنسان، وذلك باستخدام شكل الجمجمة المكتشفة، بعد أن أعاد العلماء بناء ملامح وجه سلف البشرية من شكل جمجمته، التي سُميت على اسم الموقع المغربي حيث تم اكتشافها، “إيغود Ighoud”، بالمغرب مهد البشرية وأب الإنسان العاقل؛ بفضل عمل سيسرو مورايس Cicero Moraes، خبير التصميم الجرافيكي البرازيلي. الذي استخدم البيانات التي قدمها الباحثون في معهد ماكس بلانك، لإجراء مسح ثلاثي الأبعاد للجمجمة المكتشفة في جبل إيغود، وإجراء تقريب للوجه يجمع بين عدة أساليب، مثل التشوه التشريحي، وباستخدام التصوير المقطعي للإنسان الحديث، كما قام بتعديل هذه البيانات، بحيث أصبحت جمجمة العينة هي جمجمة جبل إيغود، الجمجمة أكثر قوة وذكورية، نفسها عبارة عن مزيج من عدة حفريات، تم إعادة تكوينها في شكل كامل وصفه سيسرون مورايس بأنه “ممتاز ومتماسك تمامًا من الناحية التشريحية”؛وأنتج في النهاية وجهًا متوافقًا، ساعدت البيانات الحديثة في التنبؤ بسمك الأنسجة الرخوة والإسقاط المحتمل للأنف وهياكل الوجه الأخرى.
ووفقا للخبراء، فإن البقايا البشرية الذين تم العثور عليهم في المغرب “يمثلون المرحلة الأولى من تطور “الإنسان العاقل”. وأكد شانون ماكفيرون Shannon McPherron، أن: “الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها هي تلك الشائعة في ثقافات العصر الحجري الأوسط الأفريقي، والتي تؤكد مع التأريخ الحراري قدم البقايا”.
وأوضح فيليب غونز Philipp Gunz: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن شكل الوجه البشري الحديث قد تم تأسيسه في وقت مبكر جدًا من تاريخ جنسنا البشري، وأن شكل الدماغ، وربما وظيفة الدماغ، تطورت داخل سلالة الإنسان العاقل”.
وأشار عالم الحفريات الإسباني من معهد علم الأحياء التطوري، كارليس لالويزا-فوكس Carles Lalueza-Fox، إلى أن: “الحفرية، التي تحتوي على سمات مميزة لـ “الإنسان_العاقل”، تقدم أشكالا متنوعة، بعضها، مثل هومو ناليدي، أقدم بكثير مما كنا نتصور”.
واكتشف في الموقع الأثري جبل إيغود، بقايا عظمية تمت عمليات تأريخها في عام 2017، أقدم عن أي رفات أخرى معروفة للجنس البشري للإنسان العاقل. كما وجد أيضا غزال مقطع بطريقة تسمح بأخذ نخاعه العظمي وذلك قرب بقايا نار، كما تم في عهد الإنسان القديم حرق بعض الأدوات بسبب اشتعال النيران فوقها، عثر أيضا على عدة حجارة صوان مرتبطة بالعظام، محروقة وملقاة بعد استعمالها قرب بقايا نيران قريبة، سمحت بوضع تأريخ دقيق ب000 315 سنة، وذلك باستخدام تقنية تأريخ بواسطة الضيائية الحرارية (Thermoluminescence). مما يشير إلى أن الحفريات من نفس عمر العظام الأحفورية التي تم العثور عليها في نفس طبقة الترسبات تقريبًا.
حيث تم تأكيد هذا الاستنتاج من خلال إعادة حساب عمر الفك السفلي لـ Irhoud، والذي أنتج نطاقًا عمريًا متوافقًا مع تلك الخاصة بالأدوات التي كانت موجودة، وبهذا الإكتشاف أصبح عمر الإنسان العاقل الحالي 300 ألف سنة، (النتائج بين 280 ألف – 350 ألف سنة). عكس ما كان يعتقد سابقا، قبل هذا الاكتشاف، وهي بقايا أومو (Omo 1 و Omo 2)، والتي تتكون من جمجمتين اكتشفتا في أثيوبيا، وتم تأريخهما بعمر 195 ألف سنة. لديهما سمات مماثلة لجمجمة فلورسباد التي يرجع تاريخها إلى 260 ألف سنة، والتي وجدت في فلورسباد قرب بلومفونتين في جنوب أفريقيا.