الجزائر والتخمة الديمقراطية.. كرنفال انتخابي من 31 منافسا لتبون

في المغرب حينما نريد التعبير عن التخمة والفائض نقول بمزاح: شاط الخير على زعير، ولكن لا ندري كيف يمكن التعبير عن حالة “التخمة الديمقراطية” بالجزائر التي وصل عدد “المرشحين” للتنافس على الرئاسيات إلى سقف العشرات؟

فقد أحصت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات 31 راغبا في الترشح لرئاسيات 7 سبتمبر المقبل، إلى غاية مساء يوم أمس الأحد.

وذكّر رئيس السلطة محمد شرفي في ندوة صحفية أول أمس بأن 18 جويلية المقبل سيكون آخر أجل أمام الراغبين في الترشح لهذه الاستحقاقات. ليفسح بعدها المجال لدراسة ملفات الترشّح.

حيث ستتواصل دراسة الملفات إلى غاية 27 يوليوز، وهو التاريخ الذي سيتم فيه الإعلان عن القائمة النهائية للأسماء التي قُبلت ملفات ترشحها للانتخابات الرئاسية.

قبل أن يتمّ رفع قائمة المترشّحين المقبولين،  إلى المحكمة الدستورية، للبتّ فيها بصفة نهائية، يوضح شرفي.

وفي 21 مارس الماضي، قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يوم الخميس، إجراء انتخابات رئاسية مسبقة. وقد حُدّد تاريخُها بيوم 7 سبتمبر 2024.

وينصّ قانون الانتخابات في الجزائر، على إجراء الانتخابات الرئاسية في ظرف 30 يوما قبل انقضاء عهدة الرئيس الحالي، المحدّدة بـ5 سنوات.

وقد نُصّب الرئيس الحالي في 19 ديسمبر 2019، بعد انتخابه بأغلبية الأصوات، في رئاسيات 12 ديسمبر من السنة ذاتها.

لكن المادة الـ91 من الدستور، تنصّ على أنه من صلاحيات رئيس الجمهورية أن يقرر إجراء انتخابات رئاسية مسبقة.

ومن مفارقات السياسة الجزائرية الداخلية أن الاستعارة تنتصر دائما على الحقيقة: في الماضي كان الرئيس المنتخب عمليا من قبل العسكر يبقى في مكانه عقودا، ويعمل كل ما في المستطاع لتفادي أية انتخابات حتى لو كانت شكلية.

واليوم، يسعى الرئيس لانتخابات سابقة لأوانها وهذا هو العجب العجاب بشحمه ولحمه إن كان للعجاب جسد. فلا أحد يصدق أن النظام يريد فعلا ديمقراطية وانتخابات شفافة تأتي بنتائج على هوى الصناديق.

كما يستحيل أن تجد بين الجزائريين من يصدق أن تبون يريد فعلا أن يغادر وأنه سيسلم بالنتائج إن أتت بغيره بروح رياضية، هذا من عاشر المستحيلات على سطح الكرة الأرضية.

ومن مؤشرات المسرحية الهزلية المبكية أن عدد الراغبين في المنافسة  وصل إلى العشرات حسب لجنة الإحصاء. ولو أخذنا القوم على “قد عقلهم” سنفترض أن الأمر يتعلق ب 31 برنامجا سياسيا لكل رؤية ومشروع سياسي واقتصادي وثقافي، والحال أن الجزائر منذ القرن الماضي لم تتفق بعد على مسودة برنامج وطني شامل

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar