“القتل الرحيم” بالمفرد والمثنى يتزايد في الأراضي الواطئة

يعتقد عامة الناس أن الإنسان كلما صار غنيا وناجحا زاد تعلقه بالحياة كي يعيشها طولا وعرضا لأطول فترة ممكنة. ولكن الأمر ليس قاعدة ثابتة، إذ للناس فلسفات في الحياة ليس بالضرورة أن يكون حب البقاء فيها قاسما مشتركا.

ارتبط الزوجان جان وإلس ببعضهما منذ ما يقرب من خمسة عقود، وفي أوائل يونيو الذي ودعنا ودعا هما أيضا هذه الحياة: ماتا معا بعد أن أعطاهما طبيبان دواءً مميتًا لإنهاء حياتهما، من خلال قرار “القتل الرحيم”.

ويُعرف هذا الأمر في هولندا بالـ”القتل الرحيم الثنائي”، وهو أمر قانوني ونادر، ولكن في كل عام، يختار المزيد من الأزواج الهولنديين إنهاء حياتهم بهذه الطريقة.

قبل ثلاثة أيام من لفظ أنفاسهما الأخيرة بإرادتهما، جلس الزوجان في شاحنتهما الكبيرة في مرسى مضاء بأشعة الشمس في فريسلاند، شمال هولندا، فهُما يحبان التنقل باستمرار، وقد عاشا معظم فترة زواجهما في مقطورة متنقلة أو على متن قوارب.

“لقد حاولنا أحيانًا العيش في كومة من الحجارة (أي في منزل)”، يقول جان مازحًا، “لكن الأمر لم ينجح

وهكذا هي التحولات في المجتمع الغربي الاستهلاكي، لا شيء ثابت غير اللذة كما ساد الاعتقاد، وحتى هذا “الثابت” صار متغيرا، فالتلذذ لم يعد مرتبطا بالبقاء على قيد الحياة لزوما، هناك من يفقد هذه الرغبة ليس بمفرده بل “مثنى” في حالة الأزواج المنتحرين يدا في يد، وفي اللحظة نفسها.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar