الانتخابات المبكرة في فرنسا..هل يقود بارديلا الحكومة؟

توجه الفرنسيون بكثافة الى مراكز الاقتراع الأحد في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية يواجه الناخبون فيها خيارا تاريخيا إذ قد تفتح الطريق أمام اليمين المتطرف للوصول إلى السلطة بعد أسبوع.

وفي الساعة 17,00 (15,00 ت غ)، بلغت نسبة المشاركة 59,39 في المئة بزيادة عشرين نقطة عن نظيرتها في الساعة نفسها في الدورة الأولى من انتخابات 2022، وفق ما افادت وزارة الداخلية الفرنسية.

وهي أيضا النسبة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات 1978 التشريعية، باستثناء اقتراع 1986 الذي جرى وفق النظام النسبي وعلى دورة واحدة.

وفي مكاتب الاقتراع، لم يخف عدد كبير من الناخبين قلقهم حيال هذه الانتخابات المبكرة التي دعا اليها الرئيس ايمانويل ماكرون في التاسع من يونيو.

وقالت روكسان لوبران (40 عاما) في بوردو (جنوب غرب) “اود أن استعيد الهدوء لأن كل شيء اتخذ منحى مقلقا منذ الانتخابات الأوروبية”.

وفي أحياء شمال مدينة مرسيليا على البحر المتوسط والتي تضم عددا كبيرا من السكان من أصول مهاجرة، قرر نبيل اغيني (40 عاما) أن يدلي بصوته رغم عدم مشاركته في الانتخابات الأوروبية، وقال “ما دام الخيار متاحا، الافضل الذهاب للتصويت”.

وفي ختام اليوم الانتخابي الطويل، توقعت مختلف مراكز الاستطلاعات أن تراوح نسبة المشاركة في فرنسا بين 67,5 و69,5 في المئة. وستتجاوز بذلك الى حد كبير نسبة 47,51 في المئة التي سجلت في 2022 وقد تتجاوز نسبة 67,9 في المئة التي سجلت في آخر انتخابات تشريعية أعقبت حل الجمعية الوطنية في 1997.

وبادر العديد من السياسيين الى الإدلاء بأصواتهم صباحا. وقام الرئيس ماكرون بذلك في توكيه (شمال غرب)، فيما صوتت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن في هينان-بومون في الشمال.

ويحظى حزب التجمع الوطني برئاسة جوردان بارديلا (28 عاما) بـ34 إلى 37% من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، ما قد يفضي إلى سيناريو غير مسبوق مع حصوله على غالبية نسبية أو مطلقة بعد الدورة الثانية في السابع من يوليو.

وتشير استطلاعات الرأي التي يترتب النظر إليها بحذر نظرا لضبابية الوضع، إلى أن التجمع الوطني يتقدم على تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الذي يجمع ما بين 27,5 و29% من نوايا الأصوات، والغالبية الرئاسية الحالية من وسط اليمين التي تحصل على 20 إلى 21%.

في حال وصل بارديلا إلى رئاسة الحكومة، فستكون هذه المرة الأولى التي تحكم فيها فرنسا حكومة منبثقة من اليمين المتطرف، منذ الحرب العالمية الثانية.

وخلاف ذلك، ثمة خطر حقيقي يكمن في أن تكون لفرنسا جمعية وطنية متعثرة بدون احتمال تشكيل تحالفات بين معسكرات شديدة الاستقطاب، وهو ما يهدد بإدخال فرنسا في المجهول.

وأحدث الرئيس إيمانويل ماكرون زلزالا سياسيا حقيقيا في التاسع من يونيو حين أعلن فور تبين فشل تكتله في انتخابات البرلمان الأوروبي، حل الجمعية الوطنية، في رهان محفوف بالمخاطر كان له وقع الصدمة في فرنسا والخارج.ورغم تبايناته الداخلية، نجح اليسار خلال الأيام التالية في بناء ائتلاف.

لكن الخلافات بين حزب “فرنسا الأبية” اليساري الراديكالي وشركائه الاشتراكيين والبيئيين والشيوعيين ولا سيما حول شخص زعيمه جان لوك ميلانشون، المرشح السابق للرئاسة، سرعان ما ظهر مجددا وغالبا ما ألقى بظله على حملة التكتل. وعرفت فرنسا في تاريخها الحديث ثلاث فترات من التعايش بين رئيس وحكومة من توجهات مختلفة، في عهد فرنسوا ميتران (1986-1988 و1993-1995) وفي عهد جاك شيراك (1997-2002).

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar