185 سنة على رسالة شنايدر.. كيف أسس الاستعمار الفرنسي لكيان الجزائر

في يوم الاثنين، 14 أكتوبر 2024، حلت الذكرى الـ185 لواحدة من أبرز الأحداث التي غيرت مسار التاريخ في منطقة شمال إفريقيا، وهي إصدار رسالة وزير الحرب الفرنسي، أنطوان فيرجيل شنايدر، إلى الحاكم العام لـ”المملكات الفرنسية في شمال إفريقيا”، سيلفان شارل فالي، والتي تضمنت اعتماد اسم “الجزائر” لأول مرة من طرف الاستعمار الفرنسي.

وتعد هذه الرسالة التي يحتفظ بها الأرشيف الفرنسي، البداية الفعلية لتأسيس “الجزائر الفرنسية”، التي تحولت في ما بعد إلى “دولة الجزائر” بعد الاستقلال سنة 1962، إثر استفتاء تقرير المصير الذي أقره الجنرال شارل ديغول.

الرسالة كُتبت من مكتب الوزير شنايدر في باريس بتاريخ 14 أكتوبر 1839، بعد 5 أشهر من توليه منصب وزير الحرب في الحكومة الفرنسية، وبعد 9 سنوات من بداية الاستعمار الفرنسي لـ”الإيالة الجزائرية”، التي كانت خاضعة للحكم العثماني. وقد وجهت الرسالة إلى الماريشال فالي، الذي شغل منصب الحاكم العام للجزائر بين 1837 و1840.

وجاء في نص الرسالة : “السيد المارشال، حتى هذا اليوم، تمت الإشارة إلى الأراضي التي نستعمرها في شمال إفريقيا في المراسلات الرسمية إما تحت اسم “الممتلكات الفرنسية في شمال إفريقيا” أو “الإيالة الجزائرية القديمة”. أبلغكم أنه بقرار من السيد وزير الدولة للحرب، ستحمل الممتلكات الفرنسية في شمال إفريقيا من الآن فصاعدًا التسمية الرسمية: الجزائر”.

DZ ASSAHIFA .COM 1200x713 2

وأكد الوزير أن هذه التسمية الجديدة أقصر وأبسط، وأكثر دقة من التسميات السابقة، مشيرًا إلى أن هذا الاسم قد استخدم بالفعل في الوثائق الرسمية وخطب العرش التي ألقاها الملك لويس فيليب الأول.

وطلب شنايدر من فالي تعميم استخدام الاسم الجديد “الجزائر” في المراسلات الرسمية وكافة الوثائق الصادرة من المستعمرات الفرنسية، بدلاً من التسميات القديمة.

وتعد هذه الوثيقة إحدى الشواهد التاريخية التي توضح غياب وجود “الدولة” في المنطقة التي تعرف اليوم بالجزائر قبل الاستعمار الفرنسي. فقد كانت المنطقة تحت الحكم العثماني من 1516 إلى 1830، قبل أن تتعرض للاحتلال الفرنسي حتى استقلالها في 1962.

هذا السياق التاريخي أشار إليه الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول في خطابه عام 1959، عندما أعلن استعداد فرنسا لمنح الجزائريين حق تقرير المصير، مشيرًا إلى أن الجزائر لم تكن في أي وقت دولة ذات سيادة، مذكرًا بتاريخها الطويل من الاحتلالات المتعاقبة، بدءًا من القرطاجيين، مرورًا بالرومان والوندال والعرب والأتراك، وصولاً إلى الفرنسيين.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar