النظام العسكري الجزائري يلوح بحرب معادلتها البوليساريو

أصبح النظام العسكري الجزائري يلوح بالحرب ضد المغرب، ولم يبق أمام تحركاته إلا الإعلان عنها، ويرجع ذلك أن هذا النظام يعيش حالة من الفوضى، حيث أعلن نشر تشكيلات ووحدات من مختلف أنواع وأصناف الأسلحة والقوات، بالناحية العسكرية الثالثة ببشار، على الحدود مع المغرب.

وجاء في مجلة نظام كازيرنات بن عكنون (مجلة الجيش، عدد: 735، لشهر أكتوبر 2024)، “وجب دعم هذه القوات بتأمينات لوجيستية فعالة قادرة على تنفيذ مهامها بالحجم والنوع المحدد في جميع مراحل وظروف المعركة، وتخطيط وإسناد الدعم للتشكيلات والوحدات اللوجستية، لتنفيذ خطط الإمداد للقوات المنتشرة على مستوى الناحية العسكرية الثالثة ببشار، للتحضير القتالي للتشكيلات والوحدات اللوجستية بناء على توجيهات القيادات السامية (شنقريحة وجناحه)”.

ويأتي هذا القرار، بعد أن أصبحت البوليساريو عالة عليه، وميليشياتها الإرهابية قنبلة موقوتة في حضنه، إضافة إلى مسؤوليتهما المشتركة في كل الجرائم المرتكبة في مخيمات تندوف، وبعد أن تبخرت أوهامه العدائية المرضية للمس بالوحدة الترابية للمغرب بشرعيته التاريخية والقانونية والسياسية والواقعية، ونجاحاته الدبلوماسية في هذا النزاع الإقليمي المفتعل حول صحرائه.

ونظرا لكون حكمه مبني بعقيدة العداء للمغرب معادلتها السياسية محددها البوليساريو، “فبقاء البوليساريو هو بقاء النظام العسكري الجزائري في السلطة بالمرادية، واندثار البوليساريو هو نهاية النظام العسكري الجزائري”، الذي هو استمرار للاستعمار بأيادي مجموعة مبهمة من جنرالات الجيش، ورؤساء الأجهزة السرية، والسياسيين المسنين؛ المبني على العداء للمغرب كمبرر وهمي لفشله على تحويل الثروة النفطية الجزائرية إلى ازدهار، طوال  سيطرته وجثومه على مقدرات الجزائريين، ليجعل من المؤامرة الخارجية والعقيدة العدائية للمغرب، مصدرًا لتبرير إخفاقاته للجزائريين بعد أن نجح في أدلجة غالبيتهم بسردية ثورية وئدت في مهدها، لكبح السخط الإجتماعي والغليان الداخلي كونه مؤامرة ضد استقرار استمراريته في السلطة العالقة في نزاعات أجنحته عليها، بقمعه الاستبدادي.

وفي تطور متهور، أمام انفجار أداته العدائية في حضنه، وما لها من تبعات كارثية عليه داخليا، يسابق النظام العسكري الجزائري الوقت لحرق الجزائر قبل أن يشنقه الجزائريون، على الخسائر والفضائح التي تكبدوها لغطرسته القذرة، بالتلويح بورقة نهايته داخليا، وهي إعلان الحرب على المغرب، سببها تفكك أو انفجار أداته، ركيزة سياسة حكمه.

almiSans titre 3
الناقلة الأوروبية pktruks (هولندا) تنقل المعدات والمدرعات التابعة للجيش الجزائري عبر الشاحنات الثقيلة.

كما قام النظام العسكري الجزائري، كذلك بتحركات وتنقلات بالقاعدة الجوية الثانية الأخرى القريبة من الحدود المغربية، لكيفية نقل العتاد ومختلف الوسائل المادية والتموينات، جوا وبرا، عن طريق القوافل العسكرية، والتكفل بالاحتياجات في مجال النقل والمرور، للناحية العسكرية الثالثة. هذا بجانب زيادة المخزونات الإستراتيجية والحيوية لتغطية الاحتياجات لا سيما في حالة الحرب (أي تحضيرات لاندلاع الحرب)، كما تم وضع المستشفى العسكري الجهوي الجامعي، والمؤسسة الجهوية لإسناد الصحة العسكرية ببشار، في حالة تأهب.

وأكد المدير العام للمستشفى العسكري الجهوي الجامعي، العميد، م. سنفوفة، أن “المستشفى يعمل ضمن سلسلة التأمين الطبي في المستوى الإستراتيجي في زمن الحرب على علاج الجرحى واسعافهم إلى غاية اجلائهم، بالتنسيق مع القيادة الجهوية اللوجستية التي تسهر على توفير وسائل النقل البرية الجوية”، واستنفار المؤسسة الجهوية لإسناد الصحة العسكرية ببشار، التي يرأسها، العقيد ط. مزدور، التي تعمل مهام التخزين والتموين الصحي لوحدات الناحية.

كذلك الشأن في القيادة الجهوية اللوجستية التي يرأسها العميد، ل. عون الله، التي تعمل على التخطيط ومتابعة عمليات الإجلاء الطبي وتحديد أماكن تموقع مراكز النجدة والفرز والمستشفيات.. وعلى تمكين تشكيلات الجيش بالمنطقة من تنفيذ مختلف العمليات القتالية.

كل هذه التحركات القذرة التي يقوم بها النظام العسكري الجزائري تنم عن انهياره وإفلاسه، وشعوره بأن ميليشيات البوليساريو الإرهابية هي المحددة لبقائهما، واحتضار البوليساريو في حضن كازيرنات بن عكنون هو إعلان نهاية النظام العسكري الجزائري، خصوصا وأنها تلويح للحرب، حيث ركز على علاج الجرحى والاسعاف، الإجلاء، في عملية القتال المحتملة، يعرف أن عواقبها ستكون وخيمة على الجزائر.

هذه التحركات تطرقت لها، notiziegeopolitiche، (الأخبار الجيوسياسية)، الإيطالية، معتبرة أن نقل النظام العسكري الجزائري قواته إلى تندوف، بعد نجاحات المغرب الدبلوماسية في قضية الصحراء المغربية، هو احتمال يسبب قلقاً في منطقة شمال إفريقيا، قد يتطور لصراع بين المغرب والجزائر، على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي بذلها المغرب في السنوات الأخيرة لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، باطلاقه خطط تنموية كبيرة بها، ومقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الجدي والواقعي وذو مصداقية، والذي يعرف دعم دولي قوي.

واعتبرت الصحيفة أن النظام العسكري الجزائري يفاقم الوضع بعد أن استثمرت الجزائر موارد ضخمة في إنشاء – جبهة البوليساريو – ، ودعمها للانفصال ضد السيادة المغربية على الإقليم. وحسب تحركاته المريبة التي أعلن عنها في العدد الأخير من مجلة الجيش الوطني الشعبي الجزائري، لشهر أكتوبر 2024، بنشر ” قوة كبيرة من القوات والمعدات الثقيلة” قرب تندوف، حيث تتمركز جبهة البوليساريو. ويرافق هذا الانتشار تعبئة القيادة اللوجستية لمنطقة بشار، بهدف الاستعداد لـ”حرب شديدة الشدة”. ويأتي هذا الإعلان وسط تصاعد التوترات، التي يغذيها الصراع الإقليمي حول الصحراء الطويل الأمد.

فعقدة الماروكوفوبيا، جعلت من معادلة البوليساريو في سياسة النظام العسكري الجزائري عقيدة عدائية مرضية، لا مكان لمصالح الجزائر فيها، فبعد أن كان بقاء البوليساريو هو بقاء النظام العسكري الجزائري، تحول إلى نهاية البوليساريو هو نهاية النظام العسكري الجزائري، ولا يمكن لهذه النهاية إلا أن تكون معا، أي لا لموت البوليساريو وحيدا إلا وسيرافقه النظام العسكري الجزائري إلى مثواه، لكي لا يحاسبه الجزائريون على تكاليف عداء وهمي، مالية واجتماعية واقتصادية وعسكرية ونفسية.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar