وجوه الشرع…أو عندما يسقط الفن في أيدي المدمنين وقطاع الطرق وذوي السوابق

انتشرت قبل أيام على مواقع التواصل الاجتماعي إحدى أشرطة الأغاني الشبابية المعروفة بالراب، ويضم الشريط أغنية لثلاث شبان من ذوي السوابق من مدينة فاس، الجميل فيهم أنهم لم يخفوا يوما معالم الجروح الغائرة على وجهوهم وأيديهم وبعض من أماكن حساسة في أجسامهم .

 الشبان الثلاثة يستعرضون في أشرطتهم كذلك إدمانهم للحشيش ويظهرون في مشاهد اقل ما يمكن القول عليها أنها تحرض من شاهدهم على الانحراف وسلوك طريق المجرمين، خصوصا وأنهم سطوا على أحد أنواع الفن المعروف بكثرة محبيه من الشباب، فهم يقدمون القدوة في استهلاك الحشيش والأقراص المهلوسة وتعذيب النفس برسم لوحات بئيسة عبر السكين على الجسد.

 

ولم يخف الشبان الثلاثة انغماسهم في طريق الجريمة والانحراف وممارسة الشذوذ واستهلاك المخدرات بدون أي رادع أخلاقي أو قانوني، ومنهم من تورط في إنجاب أطفال بل يصرون على تعليمهم هذه الطريق مما يستدعي معالجة قانونية لمستقبل هؤلاء الأطفال الأبرياء.

هؤلاء الشباب الذين هم في غالبيتهم وجدوا أنفسهم عرضة للضياع والانحراف، لانقطاعهم عن الدراسة وعدم تمكنهم من أي حرفة تجعلهم يسايرون الركب، ولهم مشاكل عائلية متراكمة، كل ذلك أدى بهم إلى اختيار الطريق السهل الذي دأب بعض مدعي النضال السير عليه، حيث إن الاعاقات الاجتماعية هذه جعلتهم يحترفون بيع الوهم للشباب وتحريضهم على التمرد على الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة ورفض قيم المغاربة الأصيلة.

ففي بادئ الأمر كان هؤلاء الثلاثة من الشباب الضائع المهمش يسجل خربشات تسمى كذبًا فنا، ووجدوا في طريق الشتم والسب سبيلا لهم، ووجدوا من يصفق لهم على هاته التفاهات العفنة، حيث يعتمد هؤلاء في أغانيهم على كلمات مبتذلة ومصطلحات خارج سياق التربية والتهذيب الذي يستهدفه الفن بشكل عام.

إن تعاطي فن الراب بهذه الطريقة الفجة والكلمات اللقيطة وبفناين جهلة أميين اغلب أيامهم موزعة بين السجن واحتراف السرقة الموصوفة والاعتداء الجنسي وممارسة هواية الحشيش والسكر العلني، سيسقط بهذا الفن إلى الحضيض ويضربه في مقتل، وسينفر الشباب منه، لهذا على ممارسي هذا الفن أن يتصدوا لهذه الظاهرة الغريبة، التي تعتبر الراب حمار الفن، وهو غير متاح لمن هب ودب بل لما هب ودب من هوام الناس.

فمن غير المعقول أن يتم استغلال الفن والموسيقى في نشر الرذيلة والانحطاط، لأن دور الفن هو تربية الذوق العام وتعليم الأذن الإنصات والإصغاء للأشياء الجميلة، ولم يكن الراب في يوم من الأيام فنا منحطا حتى سقط في يد أولاد “الزنقة”، الذين لا أصل ولا مفصل لهم. فليس الفن هو تجميع شتائم من هنا وهناك وتركيبها في قالب ثم مرافقتها بموسيقى لتسمى فن “الراب”، الذي ظل منذ نشأته فن بقواعد مضبوطة ولغة محبوكة وقصيدة موزونة وليس ترهات ساقطة يتداولها “وجوه الشرع” والمدمنين وقطاع الطرق وذوي السوابق.

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar