الفراولة المغربية..رحلة من الحقول الخضراء إلى أسواق العالم

تُعرف المملكة المغربية بإنتاجها المتميز للعديد من الفواكه، ومن بينها فاكهة الفراولة التي تحظى بشعبية كبيرة داخل وخارج البلاد، ففي السنوات الأخيرة، شهد قطاع إنتاج الفراولة في المغرب ارتفاعًا ملحوظًا، مدعومًا بعوامل متعددة ساهمت في تعزيز مكانة المغرب كواحد من أهم مصدري هذه الفاكهة اللذيذة.

وتُشير تقارير متخصصة إلى أن صادرات الفراولة المغربية قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ووفقًا لمنصة “Fresh Plaza” المتخصصة في المبادلات الفلاحية، فقد ارتفعت صادرات الفراولة المغربية خلال الأسبوع الرابع من جنيها في عام 2024، مؤكدة على استمرار هذا الارتفاع نحو الأسواق الأوروبية.

ويُعزى ارتفاع إنتاج الفراولة في المغرب إلى مجموعة من العوامل، من أهمها تمتع المغرب بمناخ معتدل شتاءً وحار جاف صيفًا، وهو ما يُناسب زراعة الفراولة بشكل كبير، والتنوع في الأصناف اذ يُزرع في المغرب العديد من أنواع الفراولة، مما يُتيح تلبية احتياجات مختلف الأسواق وتفضيلات المستهلكين.

ويساهم الاستثمار في تقنيات الزراعة الحديثة أيضا في تطور إنتاج الفراولة بالمغرب حيث يُوظف المزارعون المغاربة تقنيات الزراعة الحديثة مثل الري بالتنقيط والبيوت المحمية، مما يُساعد على زيادة الإنتاج وتحسين جودة الفراولة.

وتُقدم الدولة المغربية دعمًا كبيرًا لقطاع الفراولة، من خلال توفير التمويل والمشاريع التنموية وتشجيع الاستثمار في هذا المجال.

ويُعد ارتفاع إنتاج الفراولة في المغرب مصدرًا هامًا للدخل والنمو الاقتصادي، ففي عام 2023، بلغت قيمة صادرات الفراولة المغربية 1.2 مليار درهم، مما يُساهم في خلق فرص عمل جديدة وتحسين مستوى معيشة المزارعين.

وعلى الرغم من الارتفاع المُطرد في إنتاج الفراولة، إلا أن القطاع يواجه بعض التحديات، من أهمها الإجهاد المائي، اذ يعاني المغرب من قلة هطول الأمطار، مما يُهدد استدامة زراعة الفراولة، علاوة على المنافسة الدولية حيث تواجه الفراولة المغربية منافسة قوية من دول أخرى مثل إسبانيا ومصر.

وتُؤثر التقلبات في أسعار الفراولة على عائدات المزارعين بشكل كبير، ولذلك يسعى المغرب إلى مواجهة التحديات التي يواجهها قطاع الفراولة من خلال تشجيع الاستثمار في تقنيات الزراعة المائية حيث تُساعد هذه التقنيات على ترشيد استهلاك المياه وزيادة الإنتاج.

وتنويع أسواق التصدير، إذ أن المغرب يسعى إلى فتح أسواق جديدة لتصدير الفراولة، مثل دول آسيا وأمريكا الشمالية، إضافة إلى تطوير قدرات المزارعين، عبر تقديم برامج تدريبية لمنتجي الفراولة لتحسين مهاراتهم في زراعتها وتسويقها.

ويعد ارتفاع إنتاج الفراولة في المغرب إنجازًا هامًا يُساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل جديدة، ومع ذلك، يواجه القطاع بعض التحديات التي تتطلب خططًا استراتيجية لضمان استدامته ونموه في المستقبل.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar