“بومبي” أقدم سكان المغرب.. مخلوق استثنائي ينتمي لما قبل التاريخ

كل شي في المغرب قديم قدم التاريخ، فما فوق الأرض تاريخي وما تحتها كان هنا قبل فجر التاريخ. ومازال العلماء يثبتون تباعا أن بلدنا ليس عريقا وإنما أغلب الظن أنه الأب الحقيقي للدنيا.

وقد اكتشف فريق من العلماء بقايا مخلوق من عصور ما قبل التاريخ “مغلفة بالرماد” في المغرب، ليتم تحديدها لاحقا على أنها العينة الأكثر نقاوة للمفصليات ثلاثية الفصوص.

وكشفت الدراسة أن هذا المخلوق، الذي أُطلق عليه لقب “بومبي”، تحجّر على الفور في مياه البحر بسبب الرماد الساخن من بركان قريب، في مصير يحاكي ما حدث للكائنات الموجودة في مدينة بومبي الإيطالية أثناء ثوران بركان جبل فيزوف عام 76 ميلادي.

وفي حين تم اكتشاف أكثر من 20 ألف نوع من ثلاثيات الفصوص، لم يعثر العلماء إلا على الأنسجة الرخوة، لكن الاكتشاف الأخير شمل كل شيء، بدءا من الجهاز الهضمي وحتى الهياكل الشبيهة بالشعر التي تمتد على طول الزوائد.

وقال الدكتور غريغ إيدجكومب، عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي لـ “دايل ميل” إن  “إحدى النتائج غير المتوقعة لعملنا هي اكتشاف أن الرماد البركاني في البيئات البحرية الضحلة يمكن أن يكون بمثابة ثروة لحفظ الحفريات بشكل استثنائي”.

وجُمع قالب الرماد في الأطلس الكبير، أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس في وسط المغرب.

وحافظ الرماد على جسم المخلوق ثلاثي الفصوص بالكامل، وملء جهازه الهضمي، ما سمح للعلماء بتحليله لأول مرة.

وكان يُعتقد سابقا أن ثلاثيات الفصوص لديها 3 أزواج من زوائد الرأس خلف قرون الاستشعار الطويلة، لكن النوع المكتشف أظهرا وجود 4 أزواج.

وقال المعد الرئيسي، البروفيسور عبد الرزاق الألباني: “باعتباري عالما عمل على الحفريات من مختلف العصور والمواقع، كان اكتشاف الحفريات في مثل هذه الحالة الرائعة من الحفظ داخل بيئة بركانية، تجربة مبهجة للغاية بالنسبة لي. أعتقد أن رواسب الحمم البركانية يجب أن تصبح أهدافا جديدة للدراسة، نظرا لقدرتها الاستثنائية على الحفاظ على البقايا البيولوجية، بما في ذلك الأنسجة الرخوة الحساسة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى اكتشافات مهمة حول تطور الحياة على كوكبنا الأرض”.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar