الإخوان في الأردن يستفزون السلطات بهجوم مسلح على إسرائيل

يحاول الإخوان في الأردن باعترافهم بانتماء المنفذين ومباركتهم للهجوم على جنود إسرائيليين، استفزاز السلطة وهز صورتها بفتح أزمة معها في قضية مهما فعل فيها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وحكومته فإنهما سيكونان هدفا للوم والتجريح.

وقال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، معاذ الخوالدة، إن المهاجميْن “من أبناء الجماعة وكانا يشاركان دائما في الفعاليات المتضامنة مع غزة والمؤيدة للمقاومة”. وسيكون للإشادة بالهجوم، رغم محدوديته، تأثير كبير على الجماعة وعلى الإخوان المسلمين كتنظيم دولي وداعميهم في المنطقة.

وإذا كان الهجوم قرارا داخليا من حماس أو ضمن إطار حركي واسع للتنظيم العالمي وبتأثير من إيران، فإن الإخوان يتحولون بفروعهم التنظيمية إلى تنظيم مسلح يَعُدُّ نفسه في مواجهة مفتوحة مع إسرائيل ومع من يعتبرهم أنظمة تحمي إسرائيل وحدودها.

هذا التحول يجعل الإخوان أقرب من أي وقت مضى من القاعدة ولكن بهدف مصغر لا يمتد إلى كل الغرب، بل ينحصر في إسرائيل. كما أنه يظهر وجاهة مواقف دول المنطقة التي سبق أن حذرت من خطر التنظيم وأفكاره المتطرفة فيما كانت بعض الدول الغربية تتعامل مع الجماعة من بوابة الديمقراطية دون إدراك لخطورتها.

وتجد السلطات الأردنية نفسها في وضع حرج من ناحيتين؛ الأولى تهمّ العلاقة مع إسرائيل، إذ لا يمكن الحديث عن حادث عرضي مثل المرة الماضية كما جاء في التفسير الرسمي لهجوم سائق شاحنة هرب بمسدس وأطلق النار. هذه المرة العملية منظمة مع أسلحة وملابس للجيش الأردني وفيديو مجهز للتوزيع وإشادة من أعلى قيادة في التنظيم. أما الثانية فتتعلق برد السلطات داخليا على الجماعة، التي أشادت بالحدث بشكل معلن ومستفز.

ويعتقد مراقبون أنه لو كان الأمر يتعلق بأمر سياسي داخلي ربما كانت السلطات في وضع أفضل لمواجهة الجماعة، لكن ارتباطه بالموضوع الفلسطيني يجعل ردة الفعل فيه صعبة على الجهات السياسية والأمنية، خاصة أن الجماعة، التي تستقطب الأردنيين من أصول فلسطينية، تنتشر في النسيج القبلي والعشائري الأردني ويصعب استهدافها بسهولة.

ونجحت الجماعة في تعبئة الشارع الأردني وراء الموضوع الفلسطيني، وهو ما تعكسه المظاهرات التي يتم تنظيمها بشكل مستمر، ما يزيد من الضغوط على السلطات الأردنية ويخلق مناخا من التوتر يمكن أن يخرج عن السيطرة في حال تصدت الجهات الأمنية بحزم لأجندة جماعة الإخوان.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان “قُتل إرهابيان بعد أن عبرا الحدود من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية جنوب البحر الميت وأطلقا النار على الجنود”. كما أعلن الجيش إصابة جنديين أحدهما احتياطي بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار مع المهاجميْن، فيما تواصل القوات عمليات بحث في المنطقة.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) عن مصدر عسكري قوله ان “لا صحة لما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام العبرية باجتياز عسكريين أردنيين الحدود الغربية للمملكة”. ويأتي الهجوم غداة إعلان إسرائيل قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار في عملية في قطاع غزة.

ورحّب حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للإخوان المسلمين في الأردن، في بيان بـ”العملية البطولية التي نفذها اثنان من شباب الحركة الإسلامية الشهيد البطل عامر قواس والشهيد البطل حسام أبوغزالة”. وأكد أن العملية تشكل “ردا على المجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والعدوان على المقدسات”.

ورأى الحزب أنها “تعبّر بالرصاص والدم تعبيراً صادقاً عن موقف الشباب الأردني الحر ونبض الشارع الأردني الداعم لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال، وتمثل رداً طبيعياً على مجازر الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق إخواننا”.

وتناقل أردنيون مقطعي فيديو للمهاجمين أبي غزالة وقواس نشرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعلن فيه كل منهما أنه “الشهيد الحي” وذلك قبيل إعلان الجيش الإسرائيلي قتل “مهاجمَين عبرا من الأردن إلى الأراضي الإسرائيلية” جنوب البحر الميت وأطلقا النار على الجنود.

وقال أبوغزالة في رسالته المسجلة “أنا الشهيد الحي بإذن الله تعالى حسام أبوغزالة أودّع هذه الدنيا وأكتب وصيتي وأنا أرى الإسلام يُذبح وينحر في كل وقت وحين”. وأضاف “أكتب هذه الوصية وأنا أرى إخواننا في غزة يتجرعون الآلام ويذوقون مرارة الخذلان منذ ما يزيد على عام كامل”.

أما قواس فقال “أنا الشهيد الحي بإذن الله تعالى عامر قواس، أبوعبيدة، أكتب لكم وصيتي هذه بعد عام ممّا حصل من قتل وتشريد لإخواننا في غزة ومع كمية الإجرام من الاحتلال الغاصب (…) والصمت المجحف والخذلان التام من العالم لأهلنا في غزة”.

وأشادت حركة حماس في بيان بالعملية التي “استهدفت جنود جيش الاحتلال الصهيوني”، معتبرة أنها “تؤكد” استمرار الدعم العربي للقضية الفلسطينية.

وفي الثامن من سبتمبر، أطلق ماهر الجازي، وهو ابن إحدى كبرى العشائر الأردنية، النار عند معبر اللنبي (جسر الملك حسين) الذي يربط الضفة الغربية المحتلة بالأردن وتسيطر عليه إسرائيل، وقتل ثلاثة إسرائيليين قبل أن يُقتل بدوره.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar