مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.. تبون يبالغ في استقبال رئيسة الهند “حليفة” إسرائيل

يواصل نظام العسكر الجزائري شطحاته البهلوانية من خلال النفخ في بعض الأحداث ومحاولاته الفاشلة في إقناع الرأي العام الداخلي بان الجزائر قوة ضاربة وصوت قوي لا يعلى عليه، رغم أن العكس هو الصحيح بشهادة كل من يتابع شطحات وهذيان الكابرانات سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، والتي لا تعدو أن تكون مجرد “رقصة الديك المذبوح” التي تكشف عن سكرات الموت وشطحات ما قبل نهاية وأفول نظام ديكتاتوري جثم على صدور الشعب الجزائري منذ ان نصّبه المستعمر الفرنسي وكيلا لحراسة وصون مصالحه في المنطقة المغاربية..

وفي خطوة جديدة تكشف التناقضات التي يعيشها نظام العسكر الجزائري، استقبل الرئيس المعيّن عبد المجيد تبون رئيسة جمهورية الهند، في لقاء أثار تساؤلات واسعة حول مدى انسجام هذا التحرك مع الشعارات التي يرفعها النظام الجزائري.

تبون، الذي جعل من القضية الفلسطينية شعارًا مركزيًا في حملته الانتخابية، خصص استقبالًا حافلًا لرئيسة دولة تزود إسرائيل بالأسلحة، في وقت تواصل فيه هذه الأخيرة حربها على الفلسطينيين في غزة.

فقد أكدت تقارير إعلامية عبرية أن الهند، منذ بداية الحرب على غزة، تزود إسرائيل بأسلحة مختلفة، تشمل قذائف مدفعية وأسلحة خفيفة وطائرات مسيرة. وفي مايو الماضي، منعت السلطات الإسبانية سفينة شحن كانت في طريقها إلى إسرائيل من الرسو في ميناء قرطاجنة. السفينة بدأت رحلتها من مدينة مدراس الهندية، وكان على متنها 27 طناً من الذخائر لصالح الجيش الإسرائيلي.

وفي فبراير الماضي، نشرت وسائل الإعلام الهندية للمرة الأولى أن الهند زودت إسرائيل بطائرات «هيرميس 900» المسيَّرة والمصنعة في مدينة حيدر آباد، موضحةً أن إسرائيل أنشأت مصنعاً في المدينة لتصنيع المسيرات لصالح الجيش الهندي، ثم حولت 20 طائرة منه للجيش الإسرائيلي الذي واجه نقصاً في هذا النوع خلال الحرب في غزة ولبنان.

690237
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع الهند وإسرائيل، فإن الرئيس الجزائري فضل التغاضي عن هذه المعطيات، في محاولة منه لكسب دعم سياسي لموقف الجزائر في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، غير أن الهند أكدت موقفها الحيادي، مشيرة إلى أنها تتابع مفاوضات هذه القضية عبر الأمم المتحدة، مما يعكس فشل تبون في تحقيق أهدافه السياسية.

هذه التناقضات لم تمر دون ملاحظة من قبل بعض الجزائريين الذين انتقدوا نظامهم بشدة. من بين هؤلاء الفنان والناشط الإعلامي لطفي بلعمري، المعروف بـ”لطفي دوبل كانون”، الذي عبّر عن استغرابه من استقبال تبون لرئيسة دولة تزود إسرائيل بالطائرات المسيرة لقتل الفلسطينيين.

وأشار بلعمري، في مقطع فيديو نشره على مواقع التواصل الإجتماعي، إلى أن هذا اللقاء تزامن مع قصف إسرائيلي لمدينة غزة، متسائلاً عن مدى توافق هذا التحرك مع دعم الجزائر المزعوم للقضية الفلسطينية.

ورأى الناشط أن تركيز تبون على قضية الصحراء المغربية، التي قال إنها “هْبّْلاتْهُمْ”، يعكس الأولوية الحقيقية للنظام الجزائري، مشيرًا إلى أن النظام يتجاهل تمامًا مسألة تسليح الهند لإسرائيل، وكذلك عدم قبوله في مجموعة “البريكس”، بينما يركز فقط على قضية الصحراء المغربية.

بهذه الخطوات، يظهر جليًا أن النظام الجزائري يعيش حالة من السكيزوفرينيا بين شعاراته المعلنة وسياسته الفعلية، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى جديته في الدفاع عن القضايا التي يدّعي نصرتها والشعار الفارغ الذي يرفعه بمناسبة أو بدونها والذي يدعي فيه نصرة “فلسطين ظالمة أو مظلومة”.

تبون العسكر يتجاهل العلاقات الوثيقة بين الهند واسرائيل، وكذا علاقات هذه الأخير بباقي دول المعمور، ورغم ذلك فإن ما يهمه في كل هذا هو المغرب لأن نظام العسكر يكن عداء تاريخيا وحقدا دفينا للمملكة لا لشيء سوى أن المغرب طالب يوما بأراضيه التي اقتطعها المستعمر الفرنسي وأهداها لمقاطعته في شمال افريقيا، والتي ستصبح في ما بعد تحمل اسم “الجمهورية الديمقراطية الشعبية الجزائرية” وتدخل في حرب مع المملكة للدفاع عن ما تسميه الحدود الموروثة عن الاستعمار.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar