Untitled_37_853683273.jpg

لهذه الأسباب ينبغي أن تبقى المساجد مغلقة مؤقتا

نشر في: آخر تحديث:

يحاول البعض تصوير إجراء إغلاق المساجد كحرب ضد الدين، مع العلم أن من قرر إغلاقها هم علماء الدين من أعضاء المجلس العلمي الأعلى، كمؤسسة دستورية، وهي الهيئة أوالجهة الوحيدة المخول لها إصدار الفتاوى.

ولو يعرف بعض المتنطعين قيمة بعضهم لخجلوا من أنفسهم لأنهم يجهلون الدين والدنيا، وما اتخاذ علماء المغرب فتوى إغلاق أبواب المساجد مؤقتا، سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، إلا مراعاة لمصلحة العباد، باعتبار أن النفس الإنسانية أرقى مقاصد الإسلام، وفي ترتيب الإمام الشاطبي المالكي الأندلسي صاحب الموافقات في أصول الشريعة نجد أن حفظ النفس من أهم المقاصد، وعلى هذا اتفق فقهاء الإسلام.

حفظ النفس أمر لا يدركه عالم الدين إلا إذا أضاف إلى تخصصه معرفة الدنيا، وبالتالي فإن أهل الاختصاص هنا هم الأطباء، الذين يدركون أن التجمع لأي غرض كان يؤدي إلى انتشار العدوى وبالتالي التجمع هو طريق الموت بغض النظر عن نوع التجمع.

وقد أوضح بلاغ المجلس العلمي الاعلى أسباب ومسوغات إغلاق المساجد، استنادا إلى الشرع ونصوصه التي تؤكد على ضرورة حفظ الأبدان، وعلى تقديم دفع المضرة على جلب المصلحة، وبالنظر إلى الضرر الفادح الناجم عن وباء كوفيد-19 الذي يجتاح العالم، ويفتك بآلاف الأشخاص، واعتبارا لما صدر من توجيهات من الجهات المختصة، بما فيها وزارة الصحة، بهدف الحرص على الوقاية من هذا الفيروس القاتل بإغلاق أماكن عمومية وخصوصية…

اليوم، صدر تذكير جديد من المجلس العلمي الأعلى، وهو أعلى هيئة للإفتاء ويضم علماء مشهود لهم عالميا، يخص استمرار إغلاق المساجد إلى وقت آخر حفظا للأنفس من الهلاك، وهذا أرقى مراتب العبودية لله.

ومن حيث فلسفة الفقه، هناك أمور كثيرة ينبغي التذكير بها كأسباب لضرورة استمرار المساجد مغلقة إلى وقت آخر، فمن بين أهم الأسباب حفظ النفس وحفظ المال، وهو الأمر الذي يجهله المتنطعون، ففي المغرب 52 ألف مسجد حسب إحصاء لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. ومن أجل ضمان ممارسة العبادة في ظروف صحية ينبغي تعقيم هذه المساجد عقب كل صلاة.

إن مكان سجود المصلي، حسب خبراء الصحة لا يمكن أن يسجد فيه شخص آخر، لأن الحصير والأفرشة ناقلة للعدوى، وما يدريك أن الذي صلى الظهر كان مريضا فينقل العدوى للذي سيصلي العصر ويسجد مكانه. ومن أجل عملية التعقيم تحتاج الدولة إلى ملايين الدراهم يمكن أن توجه إلى أغراض أخرى، في وقت يرخص فيه الشرع للمصلي أن يمارس طقوسه وعباداته في منزله، كنزول المطر الكثيف مثلا يعطل الجماعة، علما بأن من شروط الصلاة، ولا سيما في المساجد، حصول الطمأنينة، وحيث إن الخوف من هذا الوباء ينتفي معه شرط الطمأنينة فإن فإن الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى أفتت بإغلاقها..

ويضاف إلى هذا السبب، أن اغلب مرتادي المساجد من الشيوخ، لأن الشباب يمضون أغلب الأوقات في العمل، وبالتالي تكون العدوى سريعة والإصابات قاتلة في صفوف فيئة لا تتحمل كثيرا، وتعتبر الفئة الاكثر استهداف من قبل فيروس كورونا حسب الاحصائيات الوطنية والدولية..

وكل من يدعو إلى فتح المساجد قبيل الانتصار على هذا الفيروس الفتاك فإنما يدعو إلى قتل النفس التي حرم الله قتلها، وبذلك يظهر جهله بالدين والدنيا.

والملاحظ ان هؤلاء المتنطعين، الذين خرجوا عن إجماع المغاربة بشأن فتوى المجلس العلمي الأعلى، سواء إبّان صدور هذه الأخيرة أو حين صدور التذكير الجديد من المجلس، هم نفس الاشخاص وأغلبهم من المتطرفين والجاهلين لعلوم الشرع ومقاصد الاسلام السمحة، وضمنهم  من كان معتقلا في ملفات الاحداث الارهابية التي عرفها المغرب خلال العشرية الأولى من القرن الحالي، قبل ان يستفيدوا من العفو الملكي عقب المراجعات الفكرية والايديولوجية التي تمت داخل السجون، إلا ان بعضهم لايزال يحن إلى الافكار والقناعات التي تسببت في قتل عشرات المواطنين الابرياء، وهو ما يؤكد أن الجهلة المتطرفين وخفافيش الظلام يمارسون التقية وهم مستعدون لارتكاب نفس الأعمال الإرهابية سواء بالفعل او التحريض عبر ما ينفثونه من سموم على مواقع التواصل الاجتماعي، مستغلين بذلك فضاء الديمقراطية وحرية التعبير وما ينعم به المواطنون من حقوق يكفلها القانون المغربي، وهم يريدون من خلال تنطعهم هذا خلق البلبلة وخلط الأوراق بعد ان ساءت وبارت بضاعتهم ولم يعد احد يثق بهم وبمغالطاتهم..

اقرأ أيضاً: