الطاقات النظيفة.. المغرب يصنع لنفسه اسما كبيرا كدولة رائدة في مجال مكافحة تغير المناخ

استطاع المغرب بفضل سياسته في مجال الطاقات النظيفة واعتماد الرياح و الالواح الشمسية الضخمة أن يكسب مراتب عالمية في التصنيف الخاص باعتماد الطاقات النظيفة، وأصبحت المملكة المغربية بلدا رائدا، لكن هذه المشاريع الضخمة هي مجرد بداية للعمل الذي يسعى للمغرب القيام به في مجال مكافحة تغير المناخ.

ذلك ان المملكة صنعت لنفسها اسما كبيرا كدولة رائدة في مجال مكافحة تغير المناخ، وأصبحت الطاقة المتجددة تشكل ما يقرب من خمسي الطاقة الكهربائية في البلاد، وألغي بعض الدعم الذي كان موجها للوقود الأحفوري تدريجياً، كما تنفذ المملكة بعضا من أكبر مشروعات الطاقة النظيفة في العالم.

ونتيجة لذلك، تلقت المملكة الكثير من الثناء على إجراءاتها التي تهدف للحد من انبعاثات الكربون. ورغم أن المغرب يستحق هذه الإشادة، لكنه لا يزال يواجه تحديات حقيقية، فموقعه الجغرافي في نقطة ساخنة لارتفاع درجات الحرارة يجعله عرضة لتأثيرات تغير المناخ، وحتى في الوقت الذي تسعى فيه البلاد إلى إنهاء اعتمادها على الوقود الأحفوري، فإن احتياجاتها من الطاقة آخذة في الارتفاع بسرعة كبيرة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يتمتع المغرب بإمكانيات طبيعية هائلة لإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، وقد اتخذ خطوات مهمة لتحقيق ذلك وشيد مئات المشاريع المنتشرة في مختلف المناطق لإنتاج الكهرباء.

واتخذ المغرب منذ سنوات قرارا بالعمل على أن تصبح دولة رائدة إقليميا في مجال الطاقة النظيفة وأن تدفع مشروعات الطاقة المتجددة الضخمة إلى الأمام.

ويراهن المغرب على هذه التحولات الكبرى كوسيلة لتكون قادرة على المنافسة اقتصاديا في المستقبل، وكذلك لتقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري وضمان أمن إمدادات الطاقة.

ومنذ سنة 2009، وضع المغرب خطة طاقة طموحة تهدف إلى أن تُشكل الطاقة المتجددة 52 في المائة من إجمالي قدرة الطاقة المركبة بحلول سنة 2030، وقد أدت هذه الخطة إلى توسع قوي في كل من طاقة الرياح والطاقة الشمسية على مدى العقد التالي، وزادت قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 16 ضعفًا وزادت طاقة الرياح لأكثر من ستة أضعاف.

والمغرب يحتضن اكبر مجمع للطاقة في العالم، ويتعلق الأمر بنور ورزازات، وهو عبارة عن مجموعة هائلة من المرايا المنحنية التي تمتد على مساحة 3000 هكتار (11.6 ميلا مربعا) والتي تركز أشعة الشمس نحو أنابيب من السوائل، ثم يستخدم السائل الساخن لإنتاج الطاقة.

ويضع المغرب نفسه كمركز للطاقة النظيفة، مع إمكانية تصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا، ولديه بالفعل خطين للكهرباء يربطانه بإسبانيا، ويخطط لإنشاء خط اتصال تحت سطح البحر بالمملكة المتحدة وإيصال الكهرباء إلى 7 ملايين بريطاني في افق السنوات المقبلة، انطلاقا من كلميم جنوب المغرب عبر أطول كابل بحري في العالم.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar