الجزائريون يخرجون في سابع جمعة للمطالبة برحيل ما تبقى من النظام

يستعد الجزائريون للخروج اليوم الجمعة 5 أبريل في مظاهرات مليونية، تأكيدا على مواصلة الحراك الشعبي لمسيرة إسقاط رموز النظام السياسي الحاكم، و التأكيد على سيادة الشعب في تقرير مصيره خارج دوائر السلطة الفاقدة للشرعية منذ 22 فبراير الماضي.

عشية سابع جمعة للحراك، والأولى بعد رحيل الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، تتّجه النداءات في الشارع الجزائري وعبر منصّات مواقع التواصل الاجتماعي، نحو التعبئة الشعبية لمواصلة الحراك الرامي إلى رحيل كل رموز النظام السياسي وتحرير كل مؤسسات الدولة من دوائر حكم السلطة التي لفظها الشعب.

رحيل الباءات الثلاث مطلب شعبي

رحيل الباءات الثلاث (بن صالح، بدوي وبلعيز)، سيكون مطلبا أساسيا للجزائريين اليوم الجمعة، تأكيدا على شعار “يرحلوا قاع” الذي تبناه الشارع منذ أسابيع، وذلك ضمانا لفترة انتقالية نظيفة بعيدا عن رجال بوتفليقة، الذي لم يكتف الجزائريون بعزله من الحكم بل يطالبون بعزل كل رموز نظامه الفاقد للشرعية وفي مقدمتهم رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز، ورئيس الحكومة الجديدة نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري عبد القادر بن صالح، الذي يرفض الجزائريون تفويضه لرئاسة الدولة خلال الفترة الانتقالية.

تغيير حكومة تصريف الأعمال التي يقودها نور الدين بدوي، والتي تم تعيينها يوم 31 مارس من قبل الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة ساعات قبل توقيعه على وثيقة استقالته، مطلب آخر سيرفعه الجزائريون اليوم الجمعة، رفضا لأية حلول يقترحها بوتفليقة على الجزائريين الذين يريدون تسيير المرحلة الانتقالية بأسماء يزكيها الشعب وتحظى بثقة الأغلبية المطلقة.

كما يؤكد الشعب على ضرورة تطبيق المادتين 7 و8 منه، الي يعتبر ضمانة دستورية لأخذ الشعب بزمام أمور تنظيم مستقبله بعيدا عن أيادي التزوير ومحاولات الالتفاف على مطالب الشعب.

نشطاء التعبئة يؤطرون المطلب

وفي ذات السياق تجري حملات التعبئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لتأطير مطالب وشعارات الجمعة السابعة التي ينتظر أن تكون الأقوى باعتبارها جمعة الاحتفال بالنصر الجزئي للحراك الذي ازاح بوتفليقة، لتبقى تصفية المشهد من أزلام النظام الهدف الأهم بنسبة ما هو قادم، وهو ما أكده الحقوقي والمحامي مصطفى بوشاشي  في فيديو نشره يوم الأربعاء والذي أكد فيه على ضرورة مواصلة الحراك وفرض إرادة الشعب قائلا “إذا قبلنا بتطبيق المادة 102 من الدستور فقط فمعنى هذا أن رموز النظام هم من ينظمون مستقبلنا ..هؤلاء هم الذين زوروا إرادة الأمة وأفسدوا الوطن ولا يمكن أن يكونوا جزء من الحل”.

وأضاف بوشاشي أن استقالة بوتفليقة هي انتصار جزئي للحراك الشعبي، وأنه يجب الخروج بقوة اليوم الجمعة لرفض بقاء النظام ورموزه وعلى رأسهم عبد القادر بن صالح والحكومة الحالية.

من جهته تحدث الناطق باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي (قيد التأسيس)، كريم طابو في وقفة احتجاجية في ساحة البريد المركزي، على ضرورة بلورة اهداف وشعارات الحراك الذي دخل مرحلة ما بعد بوتفيلقة، مؤكدا على المطالبة “برحيل العصابة ومحاسبة كافة رموز النظام وعدم الاكتفاء باستقالة الرئيس بوتفليقة.

اختلاف حول مطلب محاسبة العصابة

وفيما تجتمع كل أطياف الحراك الشعبي على مطالب رحيل العصابة وتحرير الجزائر بكل مؤسساتها من دوائر النظام الفاسد، واحترام إرادة الشعب وسيادته في تقرير مصيره من خلال تفعيل المادتين 7 و 8 من الدستور القاضية بسيادة الشعب، لايزال مطلب محاسبة رموز الفساد من سياسيين ورجال أعمال ورؤساء أحزاب محل خلاف بين الجزائريين، ففيما يرفع جزء كبير منهم مطلب القصاص ضد رموز الفساد، يفضل فريق آخر طي صفحة عهد بوتفليقة بسنواتها العشرين و ما شهدته من ملفات وفضائح، والتفرغ لبناء الجزائر ومحاولة استدراك ما فاتها خلال لعشريتين الماضيتين.

عن موقع “كل شيء عن الجزائر” بتصرف

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar