تحميل كتاب “الزمان والسرد” للفيلسوف بول ريكور


 

خاص بتليكسبريس

مشروع ريكور في "الزمان والسرد" هو عن علاقة التداخل والتنافد التي تجمع بين الزمانية والسردية. والقسم الأول، وهو من أصعب أجزاء الكتاب، مخصص لعرض المخطط العام للمشروع. ويبدأ بمقدمتين تاريخيتين مستقلتين؛ إحداهما تستجلي مفارقات الزمان والتباساته كما تبدت في نظرية القديس أوغسطين عن الزمان، والثانية تستقرىء التنظيم العقلاني للسرد، كما يظهر في نظرية الحبكة لدى أرسطو. وهذا الاختيار من ريكور هو اختيار متعمد. فالأول بحث الزمانية بمعزل عن البنية السردية، والثاني تناول الحبكة الدرامية، بمعزل عن الزمانية. وقد وفرت هذه المقاربة لريكور فرصة ذهبية للجمع بين الزمانية والسردية، والذي هو، أي الجمع، يشكل في نفس الوقت، غرض الكتاب الأساس. ويضطلع الفصل الثالث والأخير من هذا القسم بالقيام بهذه المهمة؛ مهمة الجمع بين أوغسطين وأرسطو، بين الاعترافات وفن الشعر، ويستكمل في نفس الوقت بحث علاقة الزمان بالسرد في المفهوم الغربي؛ فيقدم مراجعة نقدية لمفهومي كانط وهيدجر عن الزمان. ويسمح ريكور لمفهوم المحاكاة الأرسطية بأن يحتل مكانة لائقة في منهجه. لكنه يقوم في نفس الوقت بتوسيع المفهوم وتطويره في اتجاه ما يسميه بالمحاكاة الثلاثية. وهكذا، يتمكن ريكور بفضل منهجه المقترح من تجاوز الإحباط الذي سببته مفارقات الزمان الأوغسطيني والتباساته، والخروج إلى أفق التوافق والتحقق. وابتداء من هذه النقطة ستؤلف بقية الكتاب إما تطويرا لهذا الطرح وإما تنويعا له. والقسم الثاني والثالث من الكتاب مخصصان بالكامل للتصورالسردي. فيبحث القسم الثاني في نظرية التاريخ على مستوى السرد التاريخي، محللا إشكالية الكتابة التاريخية وما تزعمه من أصالة وموضوعية. ويبحث القسم الثالث في نظرية الأدب على مستوى السرد الخيالي أو القصصي، متصديا لمشكلات التأليف السردي ومحاولات مقاربتها المختلفة، كمحاولة علم السرد البنيوي. ويختتم هذا القسم بفصل مطول يطبق فيه ريكور منهجه على ثلاث روايات كبرى هي "السيدة دالاوي" لفرجينيا وولف، و"الجبل السحري" لتوماس مان، و"البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست. ويقع القسم الرابع والأخير من الكتاب وعنوانه "الزمان المروي" في مبحثين أحدهما يسلط الضوء على المفارقة الزمانية حيث كل تأويل للزمان بحاجة إلى نقيضه لكشفه وتوضيحه، والثاني يكرس لمناقشة الأسس الأنطولوجية التي تقوم عليها مفاهيم الزمان المختلفة. وينهي ريكور كتابه بالتأكيد على أهمية الوساطة السردية أو التوسط السردي في عملية فهم الزمان وباستحقاق الفاعلية السردية الأكيد لأن تكون ركنا مهما من أركان المعرفة.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar