قيادات من العدل والإحسان تنتفض ضد الغموض المالي وتعيين الأصهار والأقارب


 

 

 

موحى الاطلسي

 

لم تكن صرخة عبد العالي المجدوب، عضو مجلس الإرشاد السابق لجماعة العدل والإحسان وأحد مؤسسي قطاعها الطلابي، صرخة في واد ولا نفخة في رماد ولا هي مقطوعة من شجرة، إذ وجدت لها صدى عميقا داخل قيادات الجماعة التي بدأت تتململ هنا وهناك معبرة عن تدمرها من الطريقة التي يتم بها تسيير الجماعة. فقد اعتبرت القيادات المذكورة الظروف التي مر فيها انعقاد المجلس القطري للدائرة السياسية بأنها مخيبة للآمال وعنوان عن إفلاس الجماعة وأن مطالبها المتعلقة بالديمقراطية زائفة إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه. فالجماعة التي اعتمدت أسلوب التدليس والكولسة والتعيين ليست جادة في مطالبها وإنما تلعب لعبة المزايدات.

 

وأول نقطة وقف عليها المحتجون داخل العدل والإحسان هو غياب التقرير المالي عن دورة المجلس، في حين تم تقديم تقارير استعراضية عن منجزات الدائرة السياسية في الدورة الولائية 2008/2012، ولكن أسئلة أخرى بقيت عالقة وعلى رأسها من أين يتم تمويل الجماعة وأين يتم صرف هذه الأموال؟ وبالنظر للمصاريف الكبيرة التي ينفقها قادة الجماعة في السفريات بالإضافة إلى فيلات عبد السلام ياسين وثمن كراء سكنه الأخير الراقي فإن مصادر تمويل الجماعة أصبحت مريبة خصوصا وأنها ربطت علاقات كثيرة بالخارج.

 

وثاني الاستشكالات التي وقف عليها المحتجون داخل المجلس القطري للدائرة السياسية هو عودة عبد الواحد متوكل لأمانتها العامة بما يشبه الخلود فيها حيث قضى ما يناهز 14 سنة على رأسها وكان في البداية قد تم تعيينه من قبل عبد السلام ياسين مؤسس الجماعة وتم انتخابه شكليا في المجالس السابقة وها هو قد ضمن أربع سنوات إضافية، في غياب تام لمفاهيم التداول على المسؤولية التي تنادي بها الجماعة وتطالب بها مؤسسات الدولة في حين ما زال شخص واحد يحيط به مجموعة أتباع يمسك بمفاتيح الجماعة وإذا شاء أن يغلقها فله ذلك.

 

وثالث الأشياء التي أثارت حفيظة القياديين في العدل والإحسان هو تعيين عبد الله الشيباني عضوا بالأمانة العامة من دون انتخاب وفي مخالفة صريحة لمسطرة الانتخاب، فقط لأنه صهر عبد السلام ياسين وزوج نادية ياسين، وهو معروف بسذاجته الواضحة وتفاهة أفكاره ولم تعرف عنه أي إنجازات عملية أو فكرية سوى القرب من ياسين والوقوف في وجه انتفاضة القطاع النسائي.

 

ورابعة الاستشكالات هو تعيين زوجات مقربين من نادية ياسين وأبيها ومن الموالين له والمحسوبين عليه عضوات بالأمانة العامة، ويتعلق الأمر بزوجة المهندس لطفي الحساني عضو هيئة "إعمار غزة" وزوجة المحامي عزيز أدني.

 

وينتظر ياسين وكريمته نادية سنة عسيرة بعدما بدأت جيوب مقاومة العائلة تتحرك.

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar