كلام لن يعجبكم.. نحن متخلفون و متعفنون

بكل أسف وبكل صدق أيضا..

 

لا يتعلق الأمر بفقرهن أو بحاجتهن الماسة للخبز، ولا علاقة لموتهن بالفاقة أو بوطأة الجوع، الحقيقة المؤلمة، أن الخمس عشرة اللواتي سقطن قتيلات، متن لأنهن متخلفات ويعشن في مجتمع متخلف، هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة .. صدقوني، سيتكرر الأمر و سيتكرر – فقط – لأننا متخلفون وبدائيون وأنانيون ومنافقون .. وقع الأمر أثناء مهرجان موازين بسهرة الستاتي، لحظات فرح تحولت إلى مأثم عمومي .

 مواطنون خرجوا من منازلهم للسهر والغناء، فعادوا إليها جثثا محمولة. نحن نشبه الخراف وهي تدخل للزريبة. أنظروا إلى أنفسكم وأنتم تدخلون أو تغادرون الملاعب الرياضية أو المسارح و دور السينما، تذكروا تدافعكم وعراككم حتى وأنتم تخرجون من المساجد يوم الجمعة، ولا تنسوا – أرجوكم لا تنسوا – حالتكم في كل مواسم الحج .. نعم موسم الحج، الذي يموت فيه كل عام – بسبب الزحام والتدافع – العشرات والمئات.

 وكلكم تتذكرون السنة ما قبل الماضية كم مات من مسلم .. حتى لحظات صفائنا الروحي نقتل بعضنا البعض .. نحن أنانيون لدرجة العماء، و للحد الذي نقتل فيه بعضنا ونفتعل الأسباب والمبررات غير الاعتراف بجهلنا وتخلفنا و وساختنا .. لا ولا، ليس الفقر وليس الحرمان و ليس الجوع. إنه التخلف، و افتقادنا لحس التربية و لمبدأ النوبة ( النوووووووووووبة أ عُبَّاد الله ) ولثقافة الصف .

الصّف ثم الصف ثم الصف، لأن ثقافة الصّف أحسن من ثقافة التسابق والتدافع .. الصف أكثر نظاما و سلاما .. الصف محايد ، لا يعرف أميرا و لا مديرا ، و لا يحابي قائدا و لا رائدا .. الصف عادل ، لأن الأول قبل الثاني ، و الثاني يسبق الثالث .. الصف لا يقتل مثلما يفعل التزاحم .. الصف يعلمك أن تحترم الذي يقف قبلك، ليحترمك الذي يقف بعدك .. الصف ثقافة الإنسان، و التدافع صفة البهائم، رغم أن البهائم لا تقتل بعضها بسبب الزحام .. نحن أوطى من البهائم و أوسخ منها .. وسخون و أنانيون و منافقون و كذابون ، للحد و للدرجة التي ندوس فيها على بعضنا و نقتل بعضنا، و بدل أن نعترف بجلافتنا و رعونتنا، نلصقها في الحكومة و أحيانا في الملك، و مرات عديدة في إسرائيل و أمريكا ..

آه قبل أن أنسى، تذكروا أنفسكم و أنتم تتسابقون لركوب الأوتوبيس .

أعتذر إن كان كلامي جارحا، و لكنها الحقيقة .. نحن متخلفون. 

 

 

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar