عندما تزور وكالة “اف ب” الأرقام وتضخمها

 

 

 

عزيز الدادسي

 

قالت وكالة الأنباء الفرنسية في قصاصة إخبارية، بثتها مساء أول أمس الأحد، لقد "تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص مساء الأحد في أحياء شعبية في الرباط تلبية لدعوة حركة 20 فبراير التي تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية، وفق مراسل فرانس برس"، ولا ندري هل كان مراسل الوكالة حاضرا أم اكتفى بالاتصال الهاتفي ببعض الناشطين من حركة 20 فبراير وحددوا له الرقم الذي يريدون  ترويجه.

 

ولو كان مراسل الوكالة موجودا بعين المكان لكتب القصاصة الإخبارية على الشكل التالي "تظاهر نحو 100 شخص مساء الأحد في أحياء شعبية في الرباط تلبية لدعوة حركة 20 فبراير التي تطالب بإصلاحات سياسية واجتماعية، وفق مراسل فرانس برس".

 

فالواقع والشهود ومن تابع خروج حركة 20 فبراير كلهم قالوا أن عدد المشاركين لم يتجاوز في بداية المسيرة ،من حي العكاري على الساعة العاشرة ليلا، سوى 100 شخص بقي منهم أربعون لحظة الوصول إلى "باب الحدّ" منتصف الليل.

 

وشبهها بعضهم بمسيرات رمضان، التي يقوم بها المواطنون بعد الإفطار قصد هضم الأكل، أما مسيرة الأمس فكان على أصحابها أن يستحيوا ويغيروها بشيء آخر أو يجتمعوا في بعض المقاهي للحديث عن الربيع العربي  وحكومة بنكيران وغيرها من المواضيع، لأن حركة 20 فبراير لم ترد أن ترى أن المغرب تحول وأن الوضع الحالي تجاوز الحركة نفسها وأصبحت له أسئلة لم تكن مطروحة أثناء الخروج الأول، وهذه طبيعة الحركات التي يتم تحنيطها ولا يترك لها الشيوخ المجال كي تفكر بهدوء بدل التفكير السطحي.

 

فمن يحرك مراسل وكالة الأنباء الفرنسية؟ ولصالح من يروج مثل هذه الأخبار المغلوطة؟ مع العلم أن الوكالة مشهود لها بالموضوعية، فهل يقوم مراسلها بالرباط بضرب قيمتها في نقل الأخبار بحيادية مشهود لها بها؟

تابع آخبار تليكسبريس على akhbar